تجاوب كبير، وحضور جماهيري غفير من الرجال والسيدات، ذلك ما تناقلته وسائل إعلامية، في مطلع الشهر الحالي، حيث أحيا الموسيقار العالمي ياني 4 حفلات موسيقية بالسعودية.

"سعر التذكرة مناسب ومتاح الجميع، إلا أن نسبة الحضور من السيدات لا  تتجاوزت  الـ15%".. تقول خديجة علي، تلك الأم السعودية التي فضلت تغيير اسمها، إنها حضرت الحفلة وتتحمل وزرها، ولكن حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)، يقول: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين"، حيث إن سعر الواحدة بين 100:250 دولار، والتي هي في متناول مستوى المواطن العادي.

وتتابع: "أنا وزوجي من عقيدة ترفض التسويق والمجاهرة لشيء لا يرضي الله فقط".

الشعب السعودي أغلبه محافظ دينيا، تحكمه عادات قبلية عربية، حيث تقول عن أغلب الحضور أجانب.

ولأن خديجة تحب سماع ياني، زوجها الذي درس المجال نفسه، أهدى لها التذكرة، بجانب حضوره الحفل، ولكنهما لم يصطحبا طفليهما، وتقول: "لأني مش هعود أولادي وتربيتهم على تلك الأمور".

وتوضح خديجة لـ"هن"، الحاصلة على شهادة الدراسات العليا في العلوم الكيميائية، أنها شعرت بالندم نوعا ما، وذلك لأنها تعتبر سماع الموسيقى يخل دائرة الأفعال المحرمة شرعا، حيث أن اتباع الشعب السعودي المذهب السلفي الحنبلي: "نعتقد الموسيقى محرمة، ويستثني الإنشاد بالدف، ونسمعها ونطلب الله المغفرة مثلها مثل المبتلي بالتدخين".

وتعتقد خديجة أن المهاجرة بالمعصية مصيبة عظمى، ولذلك تخفي خبر حضورها الحفل، وتستكمل حديثها: "أغلب النساء مش سعيدات بالانفتاح الحاصل"، موضحة أنها لم تجرؤ على ممارسة القيادة بالرغم من القرار الملكي الذي سمح بإصدار رخص قيادة السيارات للمرأة في السعودية.

غير أن الإعلام يخدم توجه الدولة، وهو لا يمثل إلا الجزء المنفتح من السعودية، والذي يبث "تجاوب غير حقيقي" للسعوديات بذلك، موضحة أن المجتمع الذي يرفض أو يسمح بذلك.

وتصف الحكومة الحالية بـ"الشابة" و"الجريئة"، موضحة أن المجتمع شرع بتنظيم وإقامة الحفلات الغنائية والموسيقية، قبل عام فقط، وتقول إن حضور الحفلة قرار يرجع لزوجها: "لأن في حفلات جمهورها بيكون راقي وهادي، وأخرى تجذب عينات لا أحبذ الحضور معهم".

محمد عبده، وبلقيس، حفلات للمطربين والمطربات، سمعت خديجة عن إقامتها دون حضور، وتقول: "ياني كان أول حفلة للنساء والشباب والعائلات"، حيث إن السعوديات يفضلن حضور الحفلات النسائية فقط.

لا تضطر إلى ارتداء العباءة السوداء، وغطاء الرأس والوجه، أمور تنحاز بها السيدة السعودية إلى حضور الحفلات النسائية فقط، حيث حفلات بلقيس، وأحلام، ووعد، وتقول: "ذلك أمر قديم معروف في الأفراح فقط".