رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"هدى".. قصة أم تتحدى الإعاقة بالطموح: أشكر "السيسي" لتخصيصه 2018 عاما لنا

كتب: نرمين عصام الدين -

03:38 ص | الإثنين 13 نوفمبر 2017

هدى عبدالعزيز

في الشهر الرابع من العام الجاري، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي أن 2018 سوف يكون عاما لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك خلال كلمته بإحدى الجلسات الحوارية على هامش المؤتمر الوطني الثالث الذي انعقد بمحافظة الإسماعيلية.

الكلمة أعطت آمال كبيرة، وطموحات كادت من قبل أن تتحقق لـ"هدى عبدالعزيز"، 45 عاما، والتي أصيبت بـ"شلل الأطفال" بعد 9 أشهر من ولادتها، الأمر جعلها تخضع للعلاج حتى اكتمل عمرها 17 عاما، ما أثر على حركة ساقيها حتى استغنائها عن استعمال جهاز حركي.

قبل ذلك كانت تعتمد في خطواتها على جهاز "تعويضي" لأن يرتكز ساقها اليسرى، حتى خضعت لإحدى العمليات، وأصبحت تسير بدونه ولكن بقليل من التمايل.

وتقول إن استغناءها عن الجهاز أكثر رحمة من اعتمادها عليه، لأن قليل من الأماكن بمصر تعتمد على توفير الأجهزة بالمواصفات الهندسية المحددة التي يحتاجها العميل، وتوضح لـ"هن": "أن بعض الأجهزة لا تساعد على الحركة بصورة طبيعية".

تزوجت عند 17 سنة، ما جعلها أن تنتقل إلى العيش بالإسكندرية بعد أن كانت تسكن بالقاهرة، وتلازم منزلها طيلة الوقت، حتى شعرت بالملل، وبمرور 10 أعوام على زواجها، وإنجابها 3 أبناء، قررت هدى أن تفكر في تأسيس مشروع تنشغل به.

وتقول عن زواجها في سن مبكر إن ذلك يرجع لثقافة المجتمع، وتوضح: "دي ثقافة مجتمع، بيسمح للبنت اللي معندهاش إعاقة، فما بالك بنت عندها إعاقة وجالها عريس، خاصة إنه إنسان كويس".

بدأت بالعمل اليدوي بالمنزل، حتى قررت أن تستفاد من خبرة زوجها الذي يعمل بإحدى الشركات الخاصة، وخلق نقطة مشتركة في أن يتلاقى بمشروعها "الجديد" وتأسيس شركة تقوم على استيراد قطع الغيار للماكينات الكهربائية، والتي يعتمد عليها.

وتقول إن زوجها في بدء الأمر كان رافضا لعملها، بعد أن أخبرها بانعدام من يقبل توظيف إنسانا من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتابع: "هو مكنش واثق في قدراتي"، موضحة أنه ليس الوحيد بذلك ولكنه المجتمع بأكمله، كما يصطحب وعي البعض من أصحاب العمل بفكرة التردد في توظيف ذلك الشخص الذي لديه نوعا من الإعاقة.

وحيدة منزلها، تتعامل مع أولادها الصغار، تحيط بها جدران، لتجعلها كالشيء المختبأ داخل الصندوق.. هكذا تصف "هدى"  قضاء أوقات فراغها، عند غياب زوجها وانشغاله بالعمل، وأن ذلك سببا في تأسيس مشروع قبل 14 عاما، وتخصيص مكان له بمنطقة سموحة بالإسكندرية، مع استكمال تعليمها "المتوسط"، واتجاهها إلى النشاط المدني.

استغنت ببيع قطع من الذهب، لتوفير رأس مال "متواضع" لتأسيس مشروعها، لتعمل 8 ساعات يوميا، وشراء بيت "جديد" يجاور شركتها لتعطي نصيبا من رعاية أولادها الـ 3، الذين يقطنون به.

"المجتمع محتاج يعرف يعني إيه إنسان معاق عنده طموح"، هدف جاورها بالعمل المدني، بالجمعيات، موضحة أن هناك سبب خاص وراء ذلك وهو ما وجدته تعامل به نوع من الإهانة، من قبل المصالح الحكومية لـ"المعاق".

وتتابع: "يا ريت حد بيعاملني بتعاطف، أنا كنت بتخانق عشان الموضوع يخلص من أي مصلحة حكومية".

وتقول إنها عملت بالمجلس القومي لشؤون المعاقين، حتى المجلس الاقتصادي المصري لسيدات الأعمال بالغرفة التجارية، وكرمت في يوم المرأة العالمي في 2015، ومن قبل الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، عن الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، في 2016 بعيد الأم.

تقول إن "الأم" التي لديها نوع من الإعاقة تحتاج اهتماما أكبر في مناسباتها كـ"عيد الأم"، موضحة أن الجميع يهمش دورها، بقصد أو بدونه.

وبتخصيص 2018، عاما لذوي الاحتياجات الخاصة، بكلمة الرئيس السيسي، تقول إن ذلك يعني وعدا لحل مشاكلهم، وتوفير احتياجات من المساعدات ليست المادية فقط، ولكن تطوير الذات والمهارات، وتتوجه بالشكر له على هذا الوعد واصفة نسبة المعاقية بمصر: "إحنا دولة لوحدنا، وأي بني آدم فينا ممكن ينتج".

وتتمنى هدى تقديم برنامج تلفزيوني يلقي الضوء على حياة ذوي الإعاقة في مصر، على مستوى الجمهورية، وخلق دوائر ارتباط بين محافظة وأخرى.