دراستها جعلت موهبتها الفنية جزءا من عملها، تفننت في اختيار المجال الذي تريد أن تستكمل به حياتها العملية، فكانت الدراسة في فنون جميلة "قسم عمارة" انطلاقتها في مجال "الميك أب"، فلم يقتصر الأمر على مجرد عملها "ميك أب آرتيست" ووضع مساحيق تجميلية للعرائس ولكن تحول معها الأمر باستلهامها لعمل شخصيات كرتونية على وجهها.

الفتاة العشرينية مي هشام، خريجة كلية فنون جميلة "قسم عمارة"، 24 عامًا، بدأت عملها في عالم التجميل مُنذ 5 سنوات، واستمرت خلال تلك الفترة في وضع "الميك أب" للعرائس، ولكن بعد فترة من الوقت أرادت أن تعمل خارج الصندوق من خلال تجسيدها أكثر من 10 شخصيات مختلفة "كنت عايزة أثبت للناس إن الميك أب ليه قوة ممكن تغير شكل الشخص 180 درجة".

"دايمًا كنت بسمع من البنات أنهم مش بيحطوا ميك أب لأنه مش بيليق عليهم"  قالت مي إن قرار وضعها "للميك أب" بشكل مختلف وتجسيد لأكثر من شخصية كرتونية، جاء من شكوى الفتيات وعدم وضع "الميك أب" لأنه غير ملائم لهن، فكان القرار الشخصي لها أنها تجسد تلك الشخصيات الكرتونية بنفس ملامحها من أفلام رعب أو ديزني محاولة منها لإثبات تحويل شكلها لأي شخصية بسهولة.

وتابعت مي قائلة إنها واجهتها صعوبة أعاقت الفكرة الخاصة بها لفترة صغيرة من الوقت، وهي كونها مُحجبة لا تستطيع من خلال الحجاب تأدية تلك الشخصيات خاصًة أن جميع الشخصيات بشعرهم ولكنها تخطتها من خلال شراء بعض الإيشاربات التي تتلاءم مع الشخصيات الكرتونية وألوانها حتى تكون متشابهة مع الشخصية، فاستكملت قائلة: "كنت عايزة أحافظ على حجابي وفي نفس الوقت أدي كل الشخصيات اللي قدامي، ومش عايزة ألبس بروكة".

وأكدت مي خلال حديثها، أنها لاقت تشجيعا كبيرا من عائلتها بداية من الأم التي كانت تساعدها في عملها وتجهيز الشخصيات والأدوات التي تحتاج إليها حتى تستطيع استكمال هذا المشروع الذي مثل لديها الشغف وليس العمل لمجرد كسب المال في البداية، مُضيفة أن أخاها "محمد" هو المصور الذي يقوم بتصويرها أثناء تجسيدها لتلك الشخصيات في الاستوديو الخاص به.

"بشتغل هندسة الصبح وبالليل ميك آب أرتيست" عبرت مي عن حبها أيضًا للهندسة التي كانت بابها للدخول للفن فهي تعمل في مكتب هندسة في الصباح، بالإضافة إلى تحضير ماجيستير في طاقة المكان، وعملها لم ينتهِ عند هذا الحد ولكن يستمر بعملها "ميك أب آرتيست" في المساء لتجهيز العرائس والفتيات للسهرات المختلفة، وفي حالة عدم وجود مواعيد لديها تقوم بموهبتها الفريدة بعمل تلك الشخصيات، كما أنها أضافت أن المجالين ليس لهما علاقة ببعض ولكن يرتطبتان بوجود حس فني في كلاهما.

وروت مي أثناء حديثها أنها دومًا قبل كل شخصية تؤديها تشاهدها وترى تفاصيلها بتأنٍ حتى تستطيع تجسيدها بطريقتها الصحيحة "اللي ساعدني في ده كله أني بعرف أرسم كويس وبعمل بورتريهات وبقيت أتخيل الشخصية وارسمها صح" تحاول العشرينية أن تخفي ملامحها لكي تستطيع تخيل الشخصية ورسمها على وجهها، واستخدامها للأدوات المكياج أن "الميك أب" العادي متوفر لديها ولكن هناك بعض الأدوات خاصة بالشخصيات الكرتونية كالشمع وغيرها من الأدوات، فشخصية "أنابيلا" استغرقت منها وقتا وجهدا، وذلك لكون أنها شخصية عروسة بلاستيكية ورغبتها في ظهورها بنفس الشكل.

"استغربت ردود فعل الناس على المشروع الجديد، وبقوا يطلبوا شخصيات جديدة" أكدت مي أن الشخصيات التي قامت بتجسيدها نالت إعجاب أشخاص كثيرة، واهتمت بوضع كل طاقتها لكي تستكمل هذا المشروع الذي كان بالنسبة لها مجرد جزء شخصي لموهبتها ولكن تحول سريعًا إلى عمل جديد تريد الاهتمام به ووضعت لمساتها الجديدة عليه فجاء الطلب على عمل تلك الشخصيات على أفراد "ميك أب شخصيات"، وطلب منها المتابعون عمل شخصيات جديدة فوجدت تشجيعا ساعدها على استكمال ما بدأته.

تابعت العشرينية عن طموحها الذي تريد تحقيقه على المدى القريب، فهي تريد افتتاح صالون كبير يضم كل أنواع "الميك أب"، إضافة إلى شغفها للعمل في مجال المكياج السينمائي.