رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"عبدالصادق" 70 عاما يصدح بصوت القرآن في البيوت والأفراح والمآتم

كتب: منال سيد -

11:04 ص | الإثنين 02 أكتوبر 2017

عبدالصادق

المرور على البيوت لمباركتها بترتيل القرآن أصبح قدره منذ كان عمره 12 عامًا، أتم وقتها حفظ الجزء السادس من القرآن بكُتاب قريته "دمهوج" في المنوفية، إنه عبدالصادق الذي صار كفيفًا لكنه يرى بنور القرآن، في سنواته الماضية عانى من ضعف السمع، لكن لازال لديه من العافية ما دفعه ليستمر بمهنته التي لم يرد يومًا التخلي عنها حتى وصل إلى سن 91 عامًا.

شد الشيخ "عبدالصادق" رحاله إلى القاهرة منذ 70 عامًا عندما دعاه أحد أهالي القرية من الذين انتقلوا إلى العاصمة لافتتاح مخبزه بقراءة سورة مريم "بنته اسمها مريم والفرن سماه مريم فقاللي أقرا سورة مريم ومن يومها وأنا مرجعتش البلد غير زيارات".

بقى "عبدالصادق" في العاصمة على أمل انضمامه واعتماده كمقرئ قرآن بالأوقاف، لكنه نسى هذا الأمر، عندما أصبح لديه خلال أقل من شهر قائمة مزدحمة تكفي لأن يقرأ بخمسة بيوت يوميًا، يحكي "كان أغلبهم من معارف وأهالي البلد وعرفوني على جيرانهم وحبايبهم، قسمتهم حسب المكان يوم أروح عين شمس ويوم شبرا ويوم الأميرية وبقت أروح التجمع الخامس وحلوان".

لم تتغير البيوت التي يزورها الشيخ، يَهرَم أصحابها ويتوفون فلا يُفوت عزائهم وخميسهم وأربعينهم وذكراهم كل عام، ويقول أن تلك المناسبات تكون رزقه الكبير فتتراوح حسنته بين 50 و200 جنيه، يضعهم بفئتهم مع أحد الموثوقين في محفظته الكبيرة البالية.

ولم يحدد يومًا "عبدالصادق" قيمة ما يتقضاه، فكما يعطيه مريدوه يرضى فيذكر "لحد دلوقتي أغلبهم بيدوني 5 جنيه بس أول ما أدخل يلحقوني بالشاي والفطار والحلويات ودايمًا فاكرني بالهدايا، لما ضعف السمع عندي جالي يجي 5 سماعات طبية كل واحدة أغلى من التانية بس مش بحب ألبسهم، أحلى هدية جاتلي كانت ساعة بزرار أدوس عليه تقولي الساعة كام".

لا يحتاج الشيخ لأحد يأخذ بيده ليرشده إلى أماكن البيوت، حفِظت عصاه شوارع القاهرة وأرصفتها وأماكن ركن السيارات والحجارة بها، وما طرأ عليها من تغيرات فتلك هي علاماته، وإذا شعر أنه تائه ينادي "ساعدني يا بن الحلال ربنا ينور طريقك".

لدى "عبدالصادق" 5 أبناء منهم المعلم والمهندس، والذين حاولوا معه كثيرًا ليرتاح من شقاء تلك المهنة، ليخبرهم أنه يتسلى بذلك، ويرى أنه قد يكون عمله سبب لدخوله الجنة في الآخرة فيفتخر دومًا بقوله "حفّظت القرآن لأهل البلد كلهم وعيالهم وأحفادهم".

الكلمات الدالة