رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"إكرام المسن معاشه".. صاحبة السبعين عاما: "باخد تأمينات 270 جنيه.. وبدعي بالستر"

كتب: ياسمين الصاوي -

03:50 م | الأحد 01 أكتوبر 2017

الحاجة شربات

تجلس فوق رصيف بجوار مبنى الإصلاح الزراعي بحي الدقي، مرتدية ملابس سوداء لا يظهر منها سوى وجه تكسوه التجاعيد، ويدان ترتعشان عند الإمساك بقطعة نقود يقدمها إليها مشتري أكياس المناديل أو فاعلي الخير.

حملت الحاجة شربات بعض اللوازم البسيطة الخاصة بها من الصعيد بعد وفاة زوجها، صاحب محل بيع الخضراوات منذ عامين، لتسكن في غرفة صغيرة بعزبة أولاد علام بحي الدقي بالقاهرة، وذلك بصحبة إحدى السيدات المسنات، ليتقاسما الطعام وتكاليف الحياة الصعبة سويًا، حسبما روت لـ"هن".

مبلغ زهيد لا تتعدى قيمته سوى 270 جنيها، تتقاضاه من مكتب البريد كتأمينات في بداية كل شهر، لا يعينها على عيش حياة كريمة تمنعها من حمل بعض أكياس المناديل، لتجلس في الشارع مع آذان الظهر وترحل مع العصر، فتجمع بعض الأموال التي تساعدها على سد حاجتها إلى الطعام والشراب فقط، "بطلع في اليوم بـ5 جنيه أو 10 جنيه، اشتري بيها عيش وفول أو أي حاجة أكلها".

تزوج الأبناء الأربعة لصاحبة السبعين عامًا بقريتهم الصغيرة بالصعيد، ولم تعينهم رواتبهم على رعايتها والتكفل بمصاريفها البسيطة، في حين حصلت الزوجة الثانية، التي سكنت معها في المنزل نفسه، على معاش بلغ 400 جنيهًا شهريًا، "مشيت وسيبت البيت، العيشة صعبة على ولادي، ومحدش ناقصني".

"مش عايزة حاجة غير الستر"، هذا ما تدعو به العجوز في أيامها الأخيرة بعد أن عانت من مشاكل بالغدة الدرقية، جعلتها تنفق أموالًا في العلاج، بينما يرغمها الدواء على النوم والراحة في المنزل دون أن تسعى وراء رزقها، ما دفعها إلى التوقف عن تناوله، وعيش اليوم دون التفكير فيما يحمله الغد. 

الكلمات الدالة