رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالصور| بائعات بين قضبان الترام في الإسكندرية: "الغربة مش بس بحور"

كتب: محمد الرملي -

06:57 ص | الثلاثاء 26 سبتمبر 2017

بائعة المش

"الغربة مش بس بحور وبلاد لكن ممكن تكون كمان جوة بلدك، أصل لقمة العيش مُرة".. بضحكة راضية ووجه بشوش قالتها "سعاد" السيدة الريفية الخمسينية، التي اعتادت الغربة اليومية من كفر الشيخ للإسكندرية، لبيع الجبن الفلاحي والمش والفطير المشلتت والبيض واللبن الرايب في مكان لا يتعدى مساحته "المتر" بين قضبان ترام المدينة بمنطقة محطة مصر.

وبين قضبان ترام المدينة بمحطة مصر، اعتاد الإسكندرانية على مشاهد جلوس السيدات الريفيات، اللواتي يتحدين درجات الحرارة المرتفعة صيفًا والمنخفضة شتاءً، والخطورة الداهمة من مرور عجلات الترام على بعد سنتيمترات من أياديهم وأرجلهم، من أجل البحث عن الرزق من بيع الجبن الفلاحي والمش كمصدر للدخل وتحقيق الربح، رافعين شعار: "لقمة العيش مُرة".

مع الساعات الأولى للنهار، جلست الحاجة سعاد أحمد، 53 سنة، بائعة الجبن والجرجير، واضعة يدها على رأسها لتخفيف حرارة أشعة الشمس والإجهاد طوال فترة العمل، وتقول لـ"الوطن": "أسافر من محافظة للأخرى بحثًا عن الرزق والمال الحلال، لاستكمال تعليم أبنائي، وينتهي العمل مع موعد رجوع سيارة نصف نقل تقل 15 سيدة بأدواتهن للبلد مرة أخرى، عند غروب الشمس".

وتضيف: "بيع الجبن والخضرة هو العمل المناسب للسيدات خاصة سيدات الأرياف، والعمل يطلب منا تحمل المسؤولية والمشقة والتعب، التي يتحملها أي رجل بالسوق، تعودت على الشقاء منذ صغري لحرث الأرض مع والدي وجمع المحصول، وعندي 3 أولاد، بصحى مع بداية شروق الشمس، بحثًا عن لقمة العيش، وبتحشر أنا وبضاعتي وميزاني في عربية نقل علشان نروح إسكندرية أنا والبائعات معي، ونتوكل بعد الفجر على الله علشان نوصل قبل الساعة 7 صباحًا، ونبيع بأرخص الأسعار، علشان منرجعش بالخضرة والجبنة مرة تانية للبلد، وتبقى الحاجة كل يوم طازة".

فيما تقول الحاجة فاطمة محمد، 55 سنة، بائعة "مِش فلاحي" واضعة وجهها في الأرض بسبب درجة الحرارة، ممسكة بيدها ملعقة من الحديد لتقليب المش: "أكل العيش مر بس حنعمل إيه؟ لازم نشتغل علشان بنجري على عيالنا، وكله علشان خاطر العيال وتعليمهم، أنا عندي 5 عيال لازم أربيهم أحسن تربية وأشوفهم دائمًا أحسن".

الكلمات الدالة