بخطوات هادئة، يلتفت إلى زبون قادم باتجاه المقهى، فيستقبله بعد أن يخفِّض مستوى صوت إحدى الأغنيات الشعبية عبر الراديو، قائلا للزبون: «تؤمر بإيه يا بيه»، ليطلب «شاي مظبوط».

عمل محمد النشوي، الذي تجاوز عمره الستين، لأكثر من 50 عاما بالمقهى، وعاصر الكثير من الفنانين الذين ترددوا على المقهى منذ نشأته: «في فنانين كتير كانوا بييجوا زيارات، منهم عادل إمام، الفنان الشعبي طارق الشيخ، والموسيقار حسن أبو السعود، وصوتها كان واصل، الشيخ أمين عبدالقادر والفنان سيد حلال عليه، اللي كان بيرقص للسادات، وفنانين كتير».

«حمامة العطار، صاحبها كان بينظم أفراح، وكان الأول المسارح اللي على البحر كان فيها أفراح شعبي، وهو أساسا عيلته عوالمجية، والعيلة كلها عوالم هو أساسا عوالمجي كان بيمسك أفراح»، بتلك الكلمات يوضح العالم الستيني سبب تسمية القهوة بـ«العوالم»، منسبا إلى صاحبها الراحل حمامة العطار.

النشوي شاهد على الورق المعلق على جدران القهوة من الجانب، وقت الانتخابات لنقابة الموسيقيين: «كل سنة بيبقى فيه انتخابات وملتقى الموسيقيين وبيعلقوا ورق انتخابات، والناس الكبيرة سنا هي اللي عارفة تاريخ القهوة، والشباب قليل لما بيقعد عندنا».

«زمان كان بيقعد عليها العربجية عشان كده طلع عليها الاسم ده بردو»، كلمات اختتم بها النشوي، متابعا أن هناك مكانا آخر خارج حي بحري، يجتمع به الفنانون: «الموسيقيين بيروحوا قهوة في البياصة، وبيتجمعوا فيها، وفيه قهوة المشربية في كامب شيزار، وكلهم في إسكندرية».