من داخل عربة السيدات بالخط الأول لمترو الأنفاق، تعلو أصوات مختلطة شاكية من ضغوط الحياة والتفاصيل اليومية العادية، وملامح عابسة وأجساد متثاقلة تنتظر وصول المترو للمحطة المنشودة، في حين تسير فتاة بين الجميع تنشر عطر السعادة والراحة في نفوس الركاب.

تحمل يمنى وليد سلة خشبية ممتلئة بالأوراق الملونة، تسأل كل شخص أن يسحب منها ورقة مكتوب عليها جملة تخبئ بين حروفها يقين بالفرج والسعادة والرغبة في التقرب إلى الله، لترتسم ابتسامة على شفاه كل من يقرأ نصيبه، ويقلب الورقة على الوجه الأخر، فيجد رقم هاتف لفريق يسمى "العفة".

تتحدث الفتاة العشرينية لـ"هن"، عن تواجدها داخل عربة المترو حتى تترك انطباعا خاصا في نفس كل من يسحب ورقة تذكره بالله وتطمئنه بغد أفضل، وذلك ضمن جهود فريق العفة التطوعي الذي يدعو إلى إعادة الروح الطيبة المؤمنة بين الشباب والفتيات.

"قررنا الانتقال من صفحات الفيسبوك للناس في الشارع"، هدف سعى إليه المتطوعين بالفريق، لزيادة المتابعة على صفحتهم الخاصة وقراءة منشوراتهم التي تؤثر في قرائها، بل ومحاولة تغيير فكر وروح مثقلة بالأعباء اليومية، وذلك على حد قولها.

وعن المواقف التي تتعرض لها، روت وليد تجربتها عندما نادها ضابط بإحدى المحطات، وأخذ يفتش في الأوراق التي تحملها بين يديها، خاصة بعد رؤية النقاب والملابس السوداء التي تغطي جسدها، إلا إنه أثنى على ما وجده، ودعاها إلى تجنب ذلك حتى لا تتعرض لمضايقات فيما بعد.

أسرة تخشى عليها من النزول إلى الشوارع وعربات المترو، تجنبا لحدوث أية مشكلة، لكنها اختارت أن تنشر الخير والحب بنفسها بين الجميع، الذين يسألونها حل بعض مشاكلهم وأخذ رأيها، "ربنا يجعلني سبب أن الناس تطمن وتفرح".