في حالة نادرة بقرية ريفية بسيطة ولد الأشقاء بإعاقة بصرية داخل أسرة بسيطة والد يعمل مزارع ووالدة ربة منزل، لا أحد يعلم سبب الإعاقة أو مدى تأثيرها عليهم، إنها حياة البطل محمد علي طعيمة الأول على الثانوية العامة، الذي كرمه الرئيس عبدالفتاح السيسي بمناسبة احتفالية "عيد العلم".

يروي محمد لـ"هن"، تفاصيل تكريمه قائلا: "الرئيس قال لي مبروك، وبشكره على اهتمامه وحاسس بالفخر نيابة عن أبناء محافظتي".

ويضيف: "أنا يعتبر بمثل ومتحدث عن ذوي الاحتياجات الخاصة، وإحنا محتاجين اهتمام أكتر من الدولة، خاصة في توفير الكتب الجامعية بطريق برايل".

ويطالب طعيمة بتوفير تكلفة مصروفات دراسته الجامعية والتي تبلغ 23 ألف جنيه: "دي تكاليف الدراسة بقسم اللغة الإنجليزية، وأي فلوس تانية اللي هحتاجها في دراستي مقدور عليها، وأنا بطالب بحقي وكل سنة بيعفوا الأوائل من المصروفات، وكان صعب عليّ أطلب ده من الرئيس، ولو متوفرتش الفلوس هدرس باللغة العربية".

يشتري الكتاب الدراسي الخارجي ليحوله إلى طريقة "برايل" في الكتابة، يروي طعيمة أيام دراسته بالثانوية العامة: "أنا عندي إصرار وباجي على نفسي، والدي كان مجتهد في شغله جدًا عشان يوفر لي فلوس الدروس، وبيقولي هتوصل لحلمك ولهدفك، وهتتدبر في مصروفات الكلية".

دور مهم لعبة الأبوين اللذين تلقيا تعليما متوسطا: "أمي وأبويا كانوا بيصطحبوني للمدرسة في الزقازيق وكان جهد عليهم كبير، إضافة إلى نفس التعامل مع أختي، وأهم حاجة عنده استكمال تعليمي أنا وأخوتي، ووالدتي تركيز على إنهاء تعليم شقيقتي قبل التفكير في تزويجها".

ويتابع محمد: "عامل وراثي تسبب في فقدان بصره كما فسره الأطباء، فأنا مولود فاقد البصر وتواصلت مع أطباء من داخل وخارج القرية، وبتواصل معاهم عشان أقدر أشوف".

ويضيف: "سعيي دائمًا لأن أكون ناجحا ومتفوقًا جعلني قدوة أمام أخواتي التي بينهم دينا أختي المكفوفة منذ الولادة أيضًا وعُمرها 18 عاما وإبراهيم شقيقي الأصغر يراني مثلا أعلى له ويحلمان بالحصول على الثانوية أيضًا".