موقف تذكرته فاطمة الفقي، 34 عاما، بينما كانت تعرض بعض المشغولات اليدوية من صنع أيدي محاربات مرض السرطان لسيدة بإحدى الأنشطة التطوعية، وتبرز تلك الكلمات في تشجيع لأعمالهن، لتصدمها الأخرى، قائلة: "يا ساتر يا رب" تاركة من يديها تلك المصنوعات بعد أن أمسكتها.

"مؤخرًا فيه دراسات اتعملت واكتشفوا أن 20% من المجتمع فاكر أن السرطان مرض معدي ودي لوحدها كارثة، لأن في ناس هتخاف تتعامل معانا، والمفروض فعليًا إحنا اللي نخاف لأن مناعتنا ضعيفة في الجسم، وده بيخلي نقل الجراثيم أسهل لينا، وأضيقت نفسًيا جدًا".. تقول فاطمة، معبرة عن كثرة مواجهتها لذلك المفهوم الشائع بين الناس.

لم تكن تعلم السيدة التي ضايقتها بفعلها تاركة تلك المصنوعات بأن فاطمة هي الأخرى محاربة للمرض: "إصابتي بالمرض خلاني أدخل في أعمال تطوعية كتيرة عشان لازم نوعي بعض، بأمور مش بيعلمها الناس، ومنها أنشطتي التطوعية مع مؤسسة أنا مصراوية النسائية، وأصدقاء المرضى في مستشفى أيادي المستقبل بالإسكندرية، والمختص بأنشطة مريضات السرطان من دعم نفسي وتثقيفي عن أنواع المرض، والتوعية حول الكشف المبكر والفحص الذاتي للبنات من سن 18 سنة".

تروى الفتاة الثلاثينية بداية اكتشافها بالإصابة في 2015، وتقول لـ"هن": "شعرت بإرهاق شديد، وبعد إجراء تحليل، وذهبت لطبيب أمراض دم، ومكنتش أعرف أن فيه دكتور بالاسم ده، واكتشفنا بتزايد الخلايا اللمفاوية، وبعد إجراء تحاليل، عرفت أنه نوع من أنواع سرطان الدم، وهي لوكيميا لمفاوية مزمنة".

 وتتابع قائلة: "وبعد تناول أدوية السرطان المعتادة، يعتبر الموضوع خاملا، وأنا ما زلت مريضة ولكن الأكل والشرب بمحظورات طبعًا، وبعد التجربة حسيت أني أقوى".

ترى أن هناك أفكارا كثيرة طرأت على محاربات، ومحاربي المرض مثل الزواج من بعضهن، كفكرة دعت إليها سمر السيد، والأفكار الأخرى الداعمة للمرضى: "إحنا فاهمين إن العلاج بيتوفق على الحالة النفسية اللي بتشكل نسبة 70% من العلاج".