رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"الانتقام بالتشويه".. جريمة ضد النساء يوثقها فيلم "قبل أخر صورة"

كتب: إسراء جودة -

12:01 م | الثلاثاء 25 يوليو 2017

فيلم قبل أخر صورة

حوادث عنف مؤلمة تعرضت لها شابتان في الأعوام الماضية استطاعت تحويل مسار حياتهما إلى النقيض، فبدلا من محاولات تطوير الذات وتحسين المهارات التي تسعى إليها الكثيرات في مرحلة العشرينات من العمر، قضت الشابتان الأعوام الأخيرة في محاولات التعرف على ذواتهما من جديد، إضافة إلى البحث عن أفضل الطرق العلاجية التي من شأنها استرجاع مظهرهما الطبيعي والتغلب على التشوهات الناجمة عن الحوادث الإجرامية التي تعرضن لها.

"قبل أخر صورة"، فيلم تسجيلي عن سلسلة العنف الموجه ضد المرأة في المجتمع المصري، من خلال بطلتيه سمر مسعد وسناء أحمد، اللتان تعرضتا لحادث حرق بمادة كيميائية، لتدخل كلا منهما في رحلة طويلة لمواجهة الصعاب النفسية والجسدية التي نجمت عن تلك الحوادث، دون الشعور بالضعف أو الألم المفرط.

البطلة الأولى هي سمر مسعد، التي فقدت احدى عينيها بعد إلقاء طليقها مادة حارقة على وجهها عام 2011، لتسيطر سريعًا على آلامها وتجري عدة جراحات بالخارج لتركيب عين صناعية، إضافة إلى سعيها لمساعدة أخريات ممن تعرضن لظروف مشابهة ومنهم البطلة الثانية؛ سناء أحمد التي قذفها ابن خالها بمادة حارقة عام 2009، فقدت على إثرها إحدى عينيها، إضافة إلى إصابتها ببعض التشوهات الأخرى، ما وضعها في حالة نفسية سيئة، حاولت سمر مساعدتها على تجاوزها والبحث عن أفضل الحلول العلاجية.

"حاسة إني مش كاملة"، إحدى أكثر الشكاوى التي ترويها الشابتان لمخرجة الفيلم الوثائقي آية يوسف، التي أوضحت لـ"هن" الأعباء النفسية المؤلمة التي واجهت البطلتان خلال رحلة علاجهما والتي تسببت في تكوين علاقة صداقة قوية جمعت بينهما، مؤكدة على حالة الرضا التي تعيشها كلتا الشابتين: "هما راضيين جدًا ومعندهمش حس انتقامي أبدا".

وعن بداية تعارف المخرجة على بطلتي الفيلم، قالت آية إن بداية تعارفها على سمر كان عن طريق صديقة مشتركة، مضيفة: "سمر وقتها كانت محتاجة لمساعدة مني عشان اعمل فيديو يشارك في مبادرة (صناع الأمل) يمكن يفيد البنات اللي اتعرضوا لنفس الحادث وسمر بتحاول تساعدهم".

اللقاء الأول بين آية وسمر الذي استمر حوالي 3 ساعات، استطاع إثارة المزيد من التساؤلات حول أوضاع تلك الحالات وإشعال رغبة آية في التعبير عنهم وعما بداخل كلا منهم من مشاعر مختلطة، لتقرر إنتاج فيلمًا وثائقيًا عنهما بعنوان "قبل آخر صورة"، والذي تهدف من خلاله إلى التركيز على أهمية تقبل الذات.

صعوبات مادية واجهت آية عقب انتهائها من تصوير النصف الأول من الفيلم على نفقتها الشخصية، لتقرر اللجوء إلى منصات "السوشيال ميديا" لتلقي المساعدات المادية المُقدرة بـ4 آلاف دولار عبر موقع "زومال"، لاستكمال المرحلة النهائية من الفيلم ومتابعة التصوير عند إجراء العمليات الجراحية للفتيات بالخارج، موضحة أن قصة كفاح الشابتين وإصرارهما على التحدي تستحق أن يراها الجميع.