رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"حديقة و7 دجاجات".. "لاجئة سورية" تحارب الاكتئاب في مخيم الزعتري

كتب: دعاء الجندي -

09:54 م | الجمعة 07 أبريل 2017

"خيام مزدحمة، وسط أرض صحراوية تضربها الشمس والرياح من كافة الاتجاهات، لا أحد يرغب في الحياة هناك بشكل مستمر بل إن البعض يفضل الموت في سوريا فضلا عن الحياة داخل مخيم الزعتري"، الذي بدأ إنشاءه عقب اندلاع شرارة الحرب بعدما جابت المظاهرات والاعتصامات أرجاء البلاد في 15 مارس 2011، فتم تخصيص منطقة (بلدية الزعتري) للنازحين السوريين في محافظة المفرق بشمال شرق الأردن.

 

"نور" أم سورية تناضل من أجل الإبقاء على حياة أطفالها الثلاثة بعد أن فرّت بهم من الدمار والخراب في ريف دمشق خوفا على أبنائها الذي طاردهم شبح الموت سنوات بعد أن اقتلعت الحرب جذورهم من سوريا، وهو ما أصابها بحالة من الاكتئاب ظهرت جليا في سلوكها مع المحيطين بها في المخيم بالأردن.

 

وكما تقول نور: "كانت لي حياة جميلة ومستقرة وهادئة فقد أعطتني وظيفتي كمعلمة في حضانة نوعا من الاستقلال واحساس بالأمان.. لكن فجأة تبدلت الأمور بعد أن بدأت الحرب، رأيت الكثير من الأشياء الرهيبة صواريخ وقنابل، نزحنا داخل دمشق، ومن ثم بدأت رحلتي مع الخوف والقلق، فانتقلت العائلة من حي إلى حي بحثا عن الأمان، وفي هذه العملية أنفقت مدخراتي بأكملها وبدأت رحلتي مع الإحباط وخيبة الأمل حتى وصولي لمخيم الزعتري عام 2013 مع أطفالي الثلاثة فقط، بعد أن انفصلت أنا وزوجي داخل سوريا وانتهى بنا المطاف إلى الفرار إلى لبنان..".

وأضافت: "الناس حولي لاحظوا تغييرات سلوكي كنت عدوانية، قلقا على أطفالي والعلاقات مع الأصدقاء والعائلة أصبحت صعبة.. يمكنني أن أراها الآن بعد فترة من تلقي العلاج النفسي لكن عندما قال لي الناس لأول مرة.. كنت في حالة إنكار تامة ورفضت ببساطة نصيحتهم، بدأت ألاحظ الأمر بعد إصابة ابنتي الصغرى بحروق طفيفة أثناء عملنا في صنع الشاي داخل المخيم، وعندما اصطحبتها للعيادة نصحتني الممرضة باللجوء للعناية النفسية ورؤية متخصص حرصا على سلامتي العقلية".

خصصت منظمة الصحة العالمية، 7 أبريل، ليكون الاكتئاب محور اهتمام اليوم، ووفقا لمنظمة الصحة تتضاعف حالات الاكتئاب بين اللاجئين والمتضررين من الحرب يوميا، خاصة بعد أن نزح ما يقرب من نصف سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة "قسرا" بسبب الحرب.

فالصراع الذي دام نحو 6 سنوات أسفر عن اضطرابات وخسائر ضخمة، جراء تعرض الملايين للمشقة والعنف، وتدمير المنازل والقضاء على مصادر رزقهم وسبل عيشهم.

وتابعت: "بعد أن تم تشخيص حالتي بالاكتئاب من قبل متخصص في الصحة العقلية ووصف مضادات الاكتئاب، بدأت في حضور سلسلة من جلسات العلاج الشخصية المصممة لمساعدتي في العلاج، وركزت الدورات على آليات التكيف وتحسين مهاراتها الاجتماعية والاتصال، والتي هي الفضل في تحسين علاقاتي مع من حولي".

وأعربت "نور" عن امتنانها لنظام المتابعة في المخيم الذي منحها العلاج بداية من ملاحظة الممرضة أعراض الاكتئاب وحتى حصولها على العلاج المهني، موضحة أنه لا يزال الكثير يشعر بـ"وصمة عار" من المرض النفسي، ويرفض الحصول على مساعدة.

وأكدت "نور" أنها الآن في حالة أفضل وأكثر إيجابية وإقبالا على الحياة، بعدما وجدت فرصة عمل داخل المخيم، واستعادت شعورها بالحياة عقب زرعتها حديقة صغيرة بجانب خيمتها وضعت فيها 7 دجاجات وبطة، كما بدأت في العمل في الخياطة والقيام بأعمال اجتماعية لمساعدة اللاجئين، وبدأت تشارك زوجها وأولادها الحياة بعد أن تم "لم شملهم".

وقال بيتر فنتيفوجيل، كبير موظفي الصحة النفسية بالمفوضية: "الاكتئاب هو قضية تؤثر تأثيرا عميقا على اللاجئين، ليس فقط من حيث صحتهم العقلية، بل أيضا على أدائهم اليومي وحمايتهم والحصول على الخدمات".

وأضاف فنتيفوجيل: "الخبر السار هو أنه مع الحصول على العلاج المهني، فضلا عن دعم من غير المتخصصين المدربين وأعضاء المجتمع، يمكن أن أولئك الذين يعانون من الاكتئاب تتحسن.. ومن خلال تمكينهم بالمعرفة والاستراتيجيات، يمكن للاجئين أيضا أن يلعبوا دورا حيويا في علاجهم".

"نور" هو اسم مستعار للاجئة سورية في مخيم الزعتري، فضلت إخفاء هويتها حرصًا على سلامتها، حسبما ذكر الموقع الرسمي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عبر موقعها الإلكتروني باللغة الإنجليزية.

 

الكلمات الدالة