أكثر من 120 عملا فنيا قدمتهم على مدار تاريخها الفني الذي استمر نحو 40 عاما، الدكتورة سامية عبدالعزيز الأستاذة بمعهد السينما، كمصممة أزياء للأعمال الفنية وأكثرها الأعمال التاريخية، سيرتها الذتية، كانت بدايتها مع فيلم الشيماء للمخرج حسام الدين مصطفى، الذي أسند لها مهمة تصميم ملابس لفترة لم تتوافر فيها المصادر الكاشفة عن الملابس التي كان يرتدونها وقتها، فلم تجد مصممة الأزياء الناشئة حينها سوى قراءات في كتب المخرج الراحل شادي عبدالسلام، بشأن تلك الحقبة.

بعيون دقيقة ونظرة متفحصة تقراء عبدالعزيز السيناريو بإتقان شديد لتقف على كل ما يتطلبه العمل الفني من تصميم الملابس المتسقة، ومن خلال قراءتها الدقيقة ترسم في ترسم تصورا لشخصيات العمل، وتذهب به إلى المخرج لمناقشته بشأنه، ومع تقارب وجهات النظر بينهما، تنتهى الجلسة بوضع التصور النهائي لتصميم الشخصيات.  

تنتقل عبدالعزيز، بعد ذلك خلال حديثها لـ"هن"، إلى مرحلة رسم الشخصيات حيث كانت شخصية بديعة مصابني في مسلسل نجيب الريحاني، الذي لم يتم استكماله، النموذج الأقرب الذى استدلت به، "بديعة مصابني ملهاش غير صورتين فتخيلت شكلها ورسمت حوالي 20 فستان".

 جلسات تحضير ملابس الأعمال الفنية لم تتوقف عند المخرج، وتتصل مع الديكور والكوافير، فتناسق ألوان الديكور والملابس من أهم عوامل نجاح العمل.

العلاقات بين شخصيات العمل الفني من أهم الأمور التي تهتم بها عبدالعزيز في تصميم الملابس، مثل ما قدمت فى مسلسل أوراق التوت، للمخرج هاني إسماعيل وبطولة الفنانة صابرين، التي لعبت دور الإمبراطورة، فتميزت الفساتين التي ارتدتها من خلال الخامات الثقيلة والألوان الفاقعة "عكس ملابس الأميرات كانت خامات فستانهم خفيفة وناعمة".  

"حتى لو محققتش نجاح بلاقي نفسي فيها"، هكذا وصفت عبدالعزيز حبها الذي برز في تصميم الكثير من الأعمال التاريخية، التي تتيح لها مساحة من الخيال المشترط تطابقه مع الواقع، "في شخصيات معروفة عند الناس فلازم أحقق الشخصية بالظبط ".

                   كنت بقف أمام أحمد زكي بشوفه "عبد الناصر"

ناصر 56، من أهم الأعمال التاريخية التي خلدت أهم فترات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أسندت مهمة تصميم أزيائه إلى عبدالعزيز، فتذكرت الصندوق الممتلئ بصور الرئيس الراحل وأسرته، الذى أحضره المخرج الراحل محمد فاضل، ورغم الصور التى رأتها للسيدة تحية عبدالناصر، وهي مرتدية فساتين ملونة، لكن عدم ظهورها أمام الشعب كثيرا جعل عبدالعزيز تختار الفساتين العادية "الناس مكنتش هتصدق، ففصلت للفنانة فردوس عبدالحميد فساتين عادية".

بذلتان اشتراهما الفنان الراحل أحمد زكي، لتأدية دور الرئيس، الموقف الذي لم تنساه عبدالعزيز "جاب بدلتين تمنهم كان 800 جنيه، رغم أنهم شبه بدل الرئيس، لكن البدل اللي فصلتها كانت صح، علشان كنت عاملة الياقة الناشفة بتاعة بدل عبدالناصر، أما البدل اللي اشتراها أحمد زكى ياقتها كانت هشة".

مجرد أن ارتدى الفنان الراحل أحمد زكي بذلة الرئيس، سرعان ما تقمص شخصية الرئيس الراحل، "في مرة كنت بعدله الكرافتة، قالي في حاجة يا مدام، كنت حسة أني واقفة قدام عبدالناصر".

حب الممثل بالدور الذي يجسده، من أهم العوامل التي تساعد في نجاح العمل، هذا ما وجدته مع الفنانة صابرين في مسلسل أم كلثوم، الذي واجه الكثير من العقوبات المادية حتى تغلب عليها، الامر الذي جعل الفنانة صابرين تشترِ الكثير من الملابس التي ارتدتها على حسابها الشخصي "وبعد ما المسلسل نجح، صابرين قالت لو كنت عارفة أن المسلسل هيحقق كل النجاح دا كنت جبت كل حاجة".

                    ذهبت لمنزل عبدالحليم لأعرف شكل ملابسه 

من أبرز السير الذاتية التى صممتها عبد العزيز، كان مسلسل العندليب، الذي جسد مشوار الفنان عبدالحليم حافظ، لكن الأزياء التي كان يرتديها حليم في السبعينيات، كانت أبرز مشكلة واجهتها لعدم توافر مواد فيلمية تكشف عنها، فتواصلت مع أحد أقارب العندليب، وتمكنت من دخول منزله لرسم أزياء المسلسل من وحى ما رأته.

لم تقتصر أعمال عبدالعزيز على الأعمال التاريخية، لكنها قدمت العديد من الأعمال الأخرى، كان أخرها مسلسل سلسال الدم. ذهبت عبدالعزيز في جولة بصعيد مصر مع المخرج ومهندس الديكور لمشاهدة الملابس الصعيدية على أرض الواقع، ثم إلى منزل العمدة ورأت أن الحشمة كانت السمة الأساسية في ملابس أسرته "بنت العمدة أدتنا التوب الصعيدى بتاع جدتها ولابسته الفنانة عبلة كامل فى الجزء الأول".

الفنانة صابرين في مسلسل "أوراق التوت"

Save

Save