رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"مش هنفرح بيكي".. أنا فرحانة بنفسي

كتب: يسرا محمود -

02:48 م | الأربعاء 01 مارس 2017

لم أستطع التحكم في دموعي المنهمرة كالسيول عندما دخلت غرفتي، فحالتي لا تدل إطلاقا أني حضرت فرح صديقة عمري أميرة نجيب، الذي انتظرته منذ خطبتها من 5 سنوات.

فعلى الرغم من سعادتي الشديدة برفيقتي التي كانت تشبه "الأميرات" في فستان زفافها الأبيض، إلا أن نظرات الحضور وكلماتهم اغتالت فرحتي، فعيناهم كانت تنظر لي بشفقة عندما قالوا لي "هو إحنا مش هنفرح بيكي، ده اللي أصغر منك اتجوزوا وإنتي لسه قاعدة"، وتكررت تلك الكلمات على مسامعي بصيغ مختلفة تحمل نفس المعنى المهين والقاتل لكرامتي وكبريائي.

وبعد مرور نصف ساعة من نحيبي، رن هاتفي المحمول، لأفاجأ بأن المتصل هي أخت العروس أسماء نجيب، حاولت التوقف عن البكاء حتى لا يبدو الحزن على صوتي، وبمجرد أن رديت على الهاتف، انفجرت أسماء ببكاء وقالت لي "أنا مش عانس"، فمن الواضح أنها تعرضت لنفس المواقف السخيفة التي واجهتها في الفرح.

وبدأت أخت العروس في الحديث عن ضغوط العائلة في الارتباط من أي شخص يتقدم طالما أنه "عنده شقة ووظيفة ثابتة"، وازداد الإلحاح عليها بعد وفاة والدها منذ عامين، وكانت في ذلك الوقت بعمر الثامنة والعشرين.

فقاطعتها قائلةً: "إن المجتمع يتجاهل تفوقي في عملي، فأنا أصغر مديرة تسويق في إحدى شركات المنتجات الغذائية العالمية، واتكلم ثلاث لغات مختلفة، وسافرت إلى أكثر من 8 دول عربية وأوروبية، ورغم ذلك يصفني الكثيرون بالفاشلة و(قليلة الحيلة) لمجرد أنني أتمتت سن الخامسة والعشرين ولم أتزوج بعد".

وتذكرت أسماء جملة "اتفضلي يا مدام" التي يقولها لها الكثيرون، فتضطر لقول "آنسة لو سمحت"، وتتحمل نظرة الدهشة والشفقة من القائل وكأنه يقول لها "معلش يا بنتي، مسيرك بكرة تتجوزي".

وفي نهاية المكالمة التي امتدت قرابة الساعة، اتفقنا على أن المجتمع لن يتحكم في مصيرنا، ولن نضطر للزواج من شخص غير مناسب لا نحمل له أي مشاعر لمجرد الهروب من "كلام الناس"، وأن نستمر في عملنا وإنجازتنا مع الإلحاج في الدعاء بأن يرحمنا الله من المجتمع الذي يقيس النجاح بالزواج.