رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«سيلفي المقام»

كتب: ياسمين الصاوي -

02:48 م | الأربعاء 01 مارس 2017

سيلفي المقام

"اسعى وصلي ع النبي"، عبارة اعتدنا سماعها داخل مقام سيدنا الإمام الحسين في حي الأزهر، فعادة ما كنت أذهب مع أبي وأمي إلى هناك نصلي وندعو الله ونشكره ونعود ممتلئين بالأمان والرضاء أما اليوم فقد ذهبت لأول مرة بصحبة "آية" إحدى زميلات العمل القدامى.  

وبعد إلقاء التحية والسلام على صاحب المقام، ووقفت أدعو الله والتمس منه كرم العطاء والعفو والسماح والمحبة، وقفت "أية" بجانبي تتمتم بعبارات ودعوات سرية ترجوها من رب العالمين، ثم جلسنا على الأرض وأسندنا ظهورنا على الجدار لنرتاح قليلا ثم نمضي، ودارت بيننا أحاديث جميلة بصوت خافت حول صاحب هذا المكان وقدره.  

سادت فترة من الصمت، ثم قالت: "على فكرة جسد سيدنا الحسين في المقام الأصلي بالعراق، لكن هنا مقام تشريفي بس"، ولأن والدي الغالي حكى لي كثيرا عن تلك الأقاويل، وقرأت عنها أيضا، اعترضت: "لا مش صحيح"، ولأقدم لها الدليل: "اقرأي مقال الأستاذ عبد الرحمن فهمي في جريدة الجمهورية عام 1959، لأنه شاف رأس الإمام الحسين في المقام بنفسه، وأنيس منصور اعترض وقتها، وكتب أن أحباء (سيد شباب أهل الجنة) أخذوا رأسه من كربلاء وطافوا بها ثماني مدن هي: كربلاء والمدينة المنورة ودمشق والقاهرة وعسقلان وحلب والرقة.. ثم استقر المقام في دمشق وما إن ظهر مقال أنيس منصور.

قطع حديثنا 3 بنات دخلوا إلى المقام دون سلام طالبين منا أن نبتعد قليلا، لأنهم يريدون التقاط صورة سيلفي، الغريب أن تلك الفتيات وقفن يمثلن الدعاء كلا على حدة رافعين أياديهم إلى السماء: "استني صوريني وأنا بدعي" جملة قالتها إحداهن، بينما تبكي صديقتها لتلتقط الأخرى صورة لها وهي باكية كنوع من الخشوع، ثم تجفف دموعها، وسمعنا أن هناك صورة تلتقط لإرسالها إلى الحبيب، وصورة تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وصورة ترسلها لعائلتها، وبدأت تعلو أصوات ضحكاتهم وصراخهم، تدخلت "آية" لتشرح لهم آداب المقام وحرمة الجوامع، فجاء الرد الصادم "5 دقائق احنا بنتصور وهنمشي"، لم نصدق ما سمعناه وانسحبنا في هدوء بعد أن القينا السلام على صاحب المقام، إلا أن صوت ذلك الرجل ما يزال يتردد في الخلفية "اسعى وصلي على النبي".

الكلمات الدالة