تشكو بعض الأمهات من أطفالهن الذين لا يلتفتون إلى ما يقال لهم من نصائح وتوجيهات حتى في أبسط الأمور، وتبدأ الأم في حلقات الصراخ المتواصلة والغضب والتهديد، وأحيانا يصل الموقف إلى حد العناد مع الطفل والسخط من التعامل معه حتى يشعر بالوحدة والابتعاد عن عائلته الصغيرة.

إن كنتِ تواجهين مشكلة عدم سماع ابنك لأوامرك، فلا داعي للتعنيف وخلق مناخ سلبي حاد في المنزل، عليكِ أن تتحلي بالحكمة والذكاء، فالطفل لا يزال طفلا صغيرا يسهل ترويضه واتباع منهجًا راقيًا قائما على الاحترام بينكما.

وتقول الدكتورة سارا تشانا رادكليف، مؤلف كتاب "موسوعة الأم والطفل- التربية من عام إلى عشرين عاما"، إن التعليق على سلوك الطفل يضمن تكرار هذا السلوك من عدمه، لذلك على الأم تجنب إعطاء السلوك السيئ اهتماما بشكل مبالغ فيه، فمن السهل ملاحظة الخطأ والتعليق عليه إلا أن هذا التصرف سيجعل طفلك يزيد تكرار هذا الشئ دائما.

وتضيف رادكليف، أن الأم عليها ملاحظة السلوكيات السليمة للطفل وتدعيمها بكلمات إيجابية تمدحه بها، فمثلا إذا رأيتِ أن طفلك يسوي فراشه، قولي له "لقد قمت بعمل جيد"، وإذا لاحظتِ مثلا أنه يساعدك في تنظيف المطبخ ويبذل جهدا، قولي "لقد قمت بعمل مذهل.. المطبخ نظيف جدا"، وفي حالة لم يرتدي طفلك حذائه مثلا، قومي بإحضاره قائلة، "ارتديه سريعا، هذا مدهش"، فمثل هذه الكلمات ستجعله يكرر دائما نفس الشيء الصحيح ليحظى على استحسانك.

كما احذري، من مقارنة سلوكه الحالي، وما كان عليه سابقا، بل اخبريه فقط عن الصواب الذي يفعله ليتمادى فيه.

كما نصحت بتقديم عبارات الشكر والامتنان، عندما يفعل شيئا ينال الاستحسان، فإذا اتصل بك ابنك ليخبرك أنه سوف يتأخر، اليوم، قولي له "شكرا لأنك تذكرت أن تتصل"، وإذا ساعدك في حمل شيء ما، علقي قائلة، "شكرا لمساعدتك"، فإن لم تلتفت الأم إلى الاهتمام الإيجابي والشكر سوف يتخلى الطفل عن محاولة الإرضاء ولفت الانظار، فلا جدوى من المحاولة، ويبدأ في عمل تصرفات سلبية، بعكس المدح الذي يجعله يتحسن ويتطور بشكل سريع.

وتشير رادكليف، إلى أن وصف الطفل بكلمات سلبية مثل "غبي" "كسول" "مقرف" "مهمل" "أناني" سيجعله يرضخ للأمر الواقع، ولا يحاول تحسين سلوكه، فإذا كنتِ تيقظين طفلك يوميا بعبارة "أنت كسول"، فهذا لن يجعله يفعل شيئا إلا أن ينام ولا يلتفت إلى ما تقولين لأنه كسولا، لكن إذا استبدلتي تلك الكلمات السلبية بأخرى إيجابية مثل "أنت شخص مسئول" أو "موهوب" أو "ماهر"، سوف تلاحظين أنه يحسن من سلوكه بشكل تلقائي حتى يكون على قدر هذا المديح والاستحسان.

المكافأة

 قدمي لابنك المكافأة على سبيل الشكر على شئ جميل فعله، فهذا التصرف يعزز ثقته بنفسه ويجعله يشعر بالحب والتقدير، وبذلك سوف يزيد من تكرار السلوكيات الجيدة دون أن تطلبي منه شيئا ليحظى على الشكر والمكافأة منك .