في الصباح، يبدأ صالح سامح عبدالتواب، الطالب بالصف الثالث الاعدادي، يومه الدراسي، لايحمل سوى كتبه وأدواته، ولا يفكر سوى في مستقبله التعليمي، فطفل صغير مثله ربما تكون اهتمامته التنزه والسفر والجلسات رفقة أصدقائه، إلا أن القدر منعه من الأمر، ليجد نفسه يحمل الهموم من الصغر، ليبقى يومه في الدراسة صباحًا، والعمل بورشة نجارة مساءً. 

طالب مدرسي في الصباح و«نجار» بالليل

على الرغم من أن عمره لم يتخط الـ15 عاما، إلا أن القدر وضع «صالح» منذ 3 أعوام في مهمة ثقيلة، ومسؤولية كبيرة، ليجد نفسه رب أسرة، مسؤولًا عن والدته وأشقائه، بعد وفاة والده: «من 3 سنين بابا تعب جدًا، وبقى قعيد فراش، وقتها مكانش في حل غير إني أنزل مكانه في ورشته، ورشة الخشب والنجارة». 

العمل بورشة النجارة الخاصة بوالده كانت الحل الوحيد لهذا الصغير الذي ارتدى ثوب الرجال من أجل أسرته، من اللحظة الأولى التي رحل فيها والده عن عالمنا، وفقًا لحديثه لـ«هُن»: «نزلت المحل، وبقيت أشتغل طول الوقت اللي مش بدرس فيه، ولا ورايا مذاكرة أو حصص، مقدرش أسيب البيت، بقيت أنا المسؤول عنه وعن أختي في 2 جامعة، وإخواتي الاتنين اللي في ابتدائي كمان»

وبات الصغير، ابن منطقة السواح، يمتلك حلمًا وهو التوسع في مجال النجارة فيما بعد، مع تطوير ذاته بالدراسة.

تكريم من المدرسة

فرحة وتقدير يعيشها الطالب، بعدما كرمته مدرسة كلية السلام الرسمية للغات، التي يدرس بها، لكونه نموذج ناجح ومثابر، إذ وصفوه بطالب مجتهد يتحمل المسؤولية خلال طابور الصباح.