كتب: غادة شعبان -
03:29 م | الثلاثاء 29 سبتمبر 2020
لم تستطع نورين فرح الغرابلي، الطالبة بالصف الثالث الثانوي، في العقد الثاني من عمرها، من مدينة المحلة الكبرى بالغربية، تحمل فراق والدها الذي كان يعمل مدرس جغرافيا، وتوفي قبل 40 يومًا إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد.
ارتبطت "نورين" روحيًا بوالدها فكان خبر وفاته بالنسبة لها بمثابة الصدمة لتدخل في حالة من البكاء الشديد والاكتئاب، على فراق السند والعون الذي طالما رافقته حتى أصبحت شابة يافعة.
تدهورت أحوال الشابة الصحية حزنًا على فراق والدها، خاصة أنها كانت تعاني من مرض الذئبة الحمراء، ليشتد بها المرض، حتى جرى احتجازها في مستشفى الأطفال الجامعي، بالمنصورة، لتلحق بوالدها عقب 40 يومًا من الوفاة.
ويُقدم هُن القصة الكاملة لوفاة نورين ابنة المحلة، التي توفيت حزنًا على فراق والدها، خلال السطور التالية.
تعرض الأب لوعكة صحية شديدة، قضى على إثرها أسبوعين بمستشفى الحميات بالمحلة، إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد، وجرى وضعه على جهاز التنفس الصناعي إلى أن وافته المنية في منتصف أغسطس الماضي.
صدمة كبيرة تعرضت لها الفتاة عقب فقدانها العون والسند، برحيل والدها، حتى تحول حسابها على موقع التواصل الاجتماعي، لدفتر عزاء ونعي، وقامت بتغيير الصورة الشخصية لها برفقة والدها، مرفقة تعليق قبل 10 أيام مضت "مكنش ليا غيرك".
وقبل 4 أيام مضت، دخلت الشابة في حالة حزن شديدة، ما جعلها تقدم على كتابة وصيتها عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكأنها تشعر بأن بقائها على قيد الحياة عقب وفاة والدها لن يدم كثيرًا، إذ قالت خلال وصيتها، "الحقيقة اللي كلنا عارفينها ومتأكدين منها إننا كلنا ربنا كتبلنا إننا نموت في ميعاد محدد غير معروف، وعشان كدا كتبت الكلام ده لأني محتاجة حاجات معينة تتعملي وحاجات خايفة تتعملي وأنا مش عايزة حد يعملها لمجرد أنها معروفة ووقتها طبعًا مش هعرف أقول لحد".
وتابعت "نورين" في وصيتها: "صلاة الجنازة أهم من العزا وهي اللي كل ما العدد زاد كل ما ثوابي ما كان أكتر.. فأرجوكم تصلوا عليا حتى لو لابسين فوشيا مش لازم أسود.. مش شرط تيجي العزا وياريت لو اتعمل في البيت أو مكان بسيط وبفلوسه تطلعولي صدقة جارية".
واستطردت الراحلة في وصيتها: "من فضلكم لم يثبت أو متفق عله عمل ختمة قرآن للمتوفي إنها هتوصله.. بس مثبت أن الدعاء والصدقة بيوصلوا.. فرجاء دي بالذات بلاش وإدعولي الوقت دا اللي هتقروا فيه جزء من فضوا نفسكم واقعدوا ادعوا فيه".
واستكملت: "بلاش صدقة جارية تقليدية يعني المصاحف كتير في مصر أوي وكل بيت فيه كتير.. فممكن نحط الفلوس في جامع بيتبني أو كرسي متحرك في مستشفى يستفاد منها المرضى.. أهم حاجة تاني هي الدعاء وبس والصدقة".
وتابعت "نورين" في وصيتها: "من فضلكم تكثفوا الدعاء وقت نزول القبر وتتصدقوا بأي حاجة بنية أن ربنا يجعل قبري روضة من رياض الجنة... ياريت بعد ما تدفنوني تقعدوا معايا شوية ومستعجلوش وتمشوا عشان تونسوني في ليلة زي دي.. ادعولي كتير عشان لو مفيش حد يدعيلي.. واسألوا على حبايبي على طول وودهم وخليكم قرايبين منهم".
تدهورت صحة الشابة الصغيرة حزنًا على فراق أبيها، خاصة أنها كانت تعاني من مرض الذئبة الحمراء، ليشتد بها المرض، حتى جرى احتجازها في مستشفى الأطفال الجامعي بالمنصورة، لتلحق بوالدها عقب 40 يومًا من الوفاة.
وكان أصيب رواد التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بحالة من الحزن والصدمة على فراق الشابة نورين، وتحولت حساباتهم لدفاتر عزاء، مكثفين الدعوات لها، قد نعوها في رحيلها بعدة عبارات من بينها "الله يرحمها ويسكنها فسيح جناته.. أميرة في الجنة يا نورين" و"لا إله إلا الله.. ربنا يرحمك يا رب ويصبرنا على فراق ضحتك وخفة دمك" و"فقدنا عصفورة في الجنة ووالدها كان حسن الناس وأخلاق".
ودخلت والدة نورين في نوبة من البكاء وسقطت مغشيا عليها، كما أصيبت بنوبات غيبوبة متقطعة، بسبب صدمتها بتلقي خبر وفاه ابنتها، التي رحلت عن عالمنا قبل ساعات.