رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالصور| "فيان".. سويدية تنكرت في زي صبي لمساعدة اللاجئين والحيوانات: أشعر بإنسانيتي

كتب: آية المليجى - روان مسعد -

05:07 ص | الجمعة 08 مارس 2019

فيان

وهبت نفسها كليا لمساعدة الضعفاء، سواء كانوا من جنس بني البشر، أو الحيوانات، اختارت فيان ديلسوز، الفتاة السويدية أن تكون متطوعة على مستوى عالمي، كي تتمكن من مساعدة مخلوقات الله، بدأ عندها ذا الشغف منذ كانت صغيرة تقول عنه "فطريا"، فهي لا تتذكر متى أول مرة تمكنت من مساعدة أي شخص، هي فقط تجيد هذا العمل.

تبحث دوما عن الدول الأكثر ضعفا، وخوفا، وصعوبة، تذهب إليها في محاولة منها للتخفيف عن اللاجئين، والحيوانات، زارت عدة مدن تنفيذا لتلك الرغبة، فهي معروف عنها في محيطها بأنها مدافعة عن حقوق الإنسان، وساعدت اللاجئين في بلدها السويد وفي فرنسا وأفغانستان، أما الكلاب فقدمت لها المساعدة في إسبانيا وأفغانستان وألمانيا.

لا تزال فيان تتذكر أول مرة باغتت فيها الشرطة منزلها، وكانت بسبب دفاعها عن حقوق الإنسان وإيوائها لأحد اللاجئين، الذي طرد من مخيمه، وينتظر قرار من الحكومة لنقله لمركز إيواء، وكان احتفاظها به في بيتها مخالفا للقانون، وكانت حينها خارج المنزل، وجائها تليفون يخبرها بنية الشرطة القبض على الطفل.

تقول فيان لـ"الوطن"، إن دقات قلبها كانت تتسارع، وتوتر وخوف ورعشة في كل أطرافها، لا تدري ماذا تفعل وما عليها القيام به، وهل أذت الطفل بوضعه معها في المنزل أم لا، لا تستطيع أن تنسى نظرات عينيه وتوسلاته بألا يذهب للشرطة، لكنها أجبرت على تركه للشرطة في حين كانت ترفض ذلك كليا، وكانت تلك أول مرة تباغتها الشرطة لقيامها بأعمال لها علاقة بحقوق الإنسان ولكنها ليست الأخيرة.

زاد الموقف تصميم الفتاة الثلاثينية على ما تفعله، قررت تقديم مزيد من الدعم والمساعدة للضعفاء، رغم أنه عمل تطوعي كلي ولا تكسب منه رزقها، فقط تسافر وتسعى كي يحظى كل الأشخاص حول العالم من العيش بطريقة سوية، وكان أكثر من ساعدها على هذا العمل هو الشبكة السويدية لمساعدة اللاجئين، حيث أن هناك العديد من المجموعات على "فيسبوك"، تتصل ببعضهم البعض لمساعدة ومساندة أنفسهم في عملهم من أجل حقوق الإنسان.

تنعم المرأة في السويد بمساحات تمكنها من مساعدة الأشخاص، ولكن عند السفر قابلت "فيان" كثيرا من الصعوبات كي تتمكن من مساعدة البشر، أشدها خطورة كان في أفغانستان، وهو البلد المفضل الذي ترغب دوما في تقديم المساعدة لأهله ولاجئيه، وتقول: "مشكلة أفغانستان إن المرأة يتم التخلص منها إذا عملت أو قامت بأي شيء خارج المنزل، كل قرار أو مقابلة تتم عن طريق الرجل، ليس على المرأة أن تكون مستقلة أو متكلمة في هذا المجتمع".

لذا كان يجب أن تتم كل خطوة عن طريق الرجل، ولا يسعها مساعدة الرجال أو الشبان بمفردها، فهو أمر لافت للنظر، وكان من الخطير جدا رؤيتها تساعدهم في الشارع، تقول: "يحاول الرجال في أفغانستان دائمًا السيطرة عليك من خلال الإفراط في الحماية وعدم ترك المرأة تمشي في الخارج، خاصة فترة ما بعد الظهيرة"، ورغم ذلك سافرت أكثر من مرة، فتلك الدولة أسرتها بسبب تعاطفها الشديد مع المجتمع الذي سلب من مواطنيه كثير من الحريات حسب تعبيرها.

وفي فرنسا اضطرت المدافعة عن حقوق الإنسان، فيان أن تتنكر في زي رجل، بينما تسير في شوارع فرنسا، كي لا تلفت إليها الأنظار، وهي تساعد اللاجئين من الرجال، حيث كانوا ينامون في منتصف الطريق مساء، هكذا تمكنت من مساعدة الأشخاص المحتاجين بطرق مختلفة، بمنحهم الملاجئ والطعام والعمل، وذلك منذ عام 2015، كان تركيزها الأكبر على مساعدة اللاجئين بشكل رئيسي.

في بلدها، تقدم فيان للسكن المحتاجين، تحاول أن تجد أسرًا سويدية ليحصلوا على مكان آمن للعيش فيه، وتساعدهم في جميع الاتصالات مع السلطة مثل مصلحة الهجرة، والأخصائيين الاجتماعيين، ومكتب الضرائب، وتبذل قصارى جهدها لدعمهم بمساعدة قانونية من خلال شبكة كبيرة، وتزور مراكز الاحتجاز عندما تكون هناك حاجة إلى الدعم في الداخل.وفي وقت مبكر قبل التركيز على اللاجئين تطوعت فيان في ملجأ في ملقة بإسبانيا، تبنت ورعت الكلاب من مأوى الحيوانات SOS في إسبانيا منذ عام 2005، كما اعتنت في السويد بكلاب كانت في حاجة ماسة إلى أن يتم إنقاذها، بسبب الصعوبات في سلوكها، وتعيد تأهيل الكلاب وتحاول أن أجد لها منازل جديدة، ولديها جمعية لتوفير أنشطة، فريق كرة قدم.

أثرت حياتها التطوعية، على حياتها الاجتماعية، فهي تفضل أن تظل عزباء، كي تكون أكثر حرية في التنقل من بلد لآخر فتبنت طفل ويعيش معها حاليا، هي أمه البديلة، فهي ترى أن وجودها حول الضعفاء هو عملها الأكبر، وخاصة لحماية الجيل القادم، فهي ترى أنه عندما يتم رفض حقوق الإنسان، يتم تقويض حقوق كل فرد، تقول "يجب أن ندافع عن أولئك الذين لا صوت لهم ليكونوا قادرين على إحداث فرق إلى الأفضل، في يوم من الأيام، قد أكون بحاجة إلى المساعدة"، أشد ما يؤلمها أن توضع في موقف سلبي لرفض مساعدة اللاجئين، وترى في أعينهم أمل العيش في بلد آخر يخفت.

حياتها المليئة بالسفر والمساعدة لم تملئ رغبتها الشغوفة بعد، فهناك الكثير من العمل الذي لا يزال يتعين عليها القيام به، وتسعى حاليا لإنشاء مشروع لمساعدة المُرحلين في أفغانستان على إعالة أنفسهم، وأيضا بناء مأوى للكلاب في أفغانستان يديره اللاجئين، يسمى المشروع Boomerang، وهي تحاول العثور على تمويل لدعم هذا المشروع.