لم تستغرق أمل شعبان أكثر من شهرين للحصول على حكم «خلع» من زوجها، بعد خلافات كثيرة نشبت بينهما، خرجت عن سيطرة الأهل والمعارف. فبعد مرور أشهر من الزواج، الذى تم من خلال بعض المعارف وليس عن قصة حب أو إعجاب، فوجئت الشابة صاحبة الـ27 عاماً، بطباع زوجها الذى اختلف كلياً عن فترة الخطوبة.

تقول «أمل» إن وضع الزوجة اختلف كثيراًً عن الأعوام السابقة فى تحملها إهانة زوجها وتعديه عليها من أجل استمرار الحياة والحفاظ على البيت، وقدرة المرأة على العمل وتحمل نفقات أولادها غيّر الوضع بشكل كبير، وبتكلفة لا تزيد على ألف و500 جنيه مستحقات المحامى، استطاعت الحصول على حكم الخلع من زوجها، وتحررت من الحياة المليئة بالمشاكل والنكد، حسب وصفها.

كان اختيار سحر جمعة لزوجها قائماً على قصة حب بينهما، لكنها فوجئت بعد الزواج برفع يده عن توفير الاحتياجات المادية للبيت، وتحملها جميع الأعباء بمفردها، خاصة بعد إنجاب طفلها الوحيد، وذلك بجانب هجره إياها أكثر من 7 أعوام، دون رؤيتها أو الاهتمام بأمرها واحتياجاتها، وكان ذلك كافياً لنطق القاضى بحكم الطلاق. ووفقاً لتعداد بيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء لعام 2017، فإن عدد المطلقين فى مصر بلغ 710 آلاف و850 نسمة، وتزيد الإناث المطلقات بنسبة 64.9% عن الذكور 35.1%. الزواج السريع ومفاجأة الزوجين كل بطباع الآخر بعد الزواج بجانب عدم توعية الأسرة لأبنائها وسعيها لحل الخلافات، أبرز أسباب الطلاق التى مرت على الشيخ نصر بدران، مأذون بإحدى القرى بمحافظة الدقهلية، الذى يلاحظ من خلال خبرته فى المأذونية لأكثر من 15 عاماً، أن نسبة الطلاق فى المناطق الريفية بدأت تتغلب على سكان القاهرة أنفسهم. حيث يستقبل خلال اليوم من حالة لحالتى طلاق فى مكتبه، أغلبهم شباب لم يمر على زواجهما سوى عدة أشهر، ويقوم حينها بتوجيه النصيحة لهما ليتراجع الزوجان عن قرارهما، لكن أكثر ما يثير دهشته مجىء أزواج كبار فى السن ولديهم أحفاد لطلب الطلاق. ويوضح الشيخ نصر أن الطلاق عند المأذون أسهل الطرق، لكنه يتطلب رضا الطرفين بدلاً من لجوئهما للمحاكم، فى حين يرفض الشيخ أحمد رفعت، مأذون أرض اللواء، الطلاق سوى لأسباب قوية، وذلك لملاحظته أن أغلب الحالات تعود لمشاكل بسيطة يمكن حلها، ما يجعل الزوجين يضطران للذهاب إلى مأذون آخر لتنفيذ رغبتهما.

فى أقل من نصف ساعة تتم جميع إجراءات الطلاق بوجود قسيمة الزواج والبطاقة الشخصية، وبدفع مبلغ 600 جنيه، مشيراً إلى أن الطلاق يصعب على الفئة التى عاصرت الكثير من الصعوبات لتجهيز أنفسهم وتوفير مستلزمات الزواج، يكون الشاب حينها حريصاً أكثر على استمرار الزواج، حتى لا يفسد ما تعب لتحقيقه. يقول ممدوح عز الدين، محامٍ، إن سهولة الترافع والحكم فى قضايا الطلاق، خاصة قضايا الخلع، سبب رئيسى فى ارتفاع نسبة الطلاق فى مصر.