رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«ضل الحيطة» أحياناً يكون أكثر أماناً من زوج «مش مضمون»

كتب: آية أشرف -

11:56 ص | الثلاثاء 31 يوليو 2018

«ضل الحيطة» أحياناً يكون أكثر أماناً من زوج «مش مضمون»

«ضل راجل ولا ضل حيطة» جملة ترددها بعض النساء للبقاء فى كنف رجل خوفاً من نظرات الناس وكلامهم الذى لا ينتهى، حتى وإن كان هذا الرجل لا يُشعر المرأة بالأمان، أو يبخل عليها فى نفقات المنزل أو حتى لو هجرها فى الفراش ولم يعطها حقوقها الشرعية، ولو تزوج من امرأة أخرى، حيث تفضل بعض النساء هذه الحياة البغيضة خوفاً من لقب مُطلقة، وتجنباً لنظرات المجتمع التى قد تنهشها ذهاباً وإياباً، فترضى بالذل والهوان خوفاً من نظرات الناس أو للحفاظ على أطفالها من التشرد.

«هبة محمد» سيدة أربعينية، عانت كثيراً من زوجها، ولم تستطع النطق بكلمة «طلقنى»، حيث كان عقلها وتفكيرها غالباً على كرامتها، وفكرت فى مجموعة من الأسئلة: من يؤويها؟، ومن يعولها هى وطفلها الصغير فى ذلك الوقت؟، أسئلة كثيرة دارت فى عقل السيدة التى لا حول لها ولا قوة، فتحملت الإهانة من أجل طفلها، ولكن قسوة قلب زوجها كانت غالبة.

 نجوى: تزوجت من تاجر خضراوات صديق والدى ولم يكن بيننا قصة حب 

بدموع الحسرة والألم على شبابها الضائع وعُمرها الذى أهدره زوجها بقسوته وأنانيته، سردت لنا ما حدث لها مُنذ أكثر من 20 عاماً قائلة: «قال لى هاتجوز عليكى، وهبعت لك قرشين كل شهر مابقتش طايقك بس هسيبك على ذمتى عشان ماحدش غريب يربى ابنى.. وبعد 15 سنة اكتشفت إنه طلقنى وأصدر قسيمة الطلاق من غير ما أعرف»، وتابعت: «تزوجت فى سن صغيرة، تحملت ظروفه وأنجبت طفلاً وحيداً، تغير معى زوجى بعد عامين من زواجنا، وتحول إلى رجل آخر، أهاننى كثيراً، وعنفنى كثيراً، وفى النهاية قال لى سأتزوج غيرك وتركنى وأنا معتقدة أننى ما زلت على ذمته».

وأضافت: «اعتقدت أن حقى سأحصل عليه عند توزيع تركته، ففى الأول والأخير هو زوجى لم يُطلقنى حسب علمى، فارتضيت بالأمر الواقع، وكان ابنى يأخذ كل اهتمامى».

وواصلت «هبة» سرد مأساتها قائلة: «جعلنى كالأرض البور، لا طرح منها ولا فائدة، ولكنى أفقت على الصدمة بعد مرور 15 عاماً، فقد جاء اليوم اللى ابنى قدم فيه فى كلية الشرطة، وكانت رجلى على رجله عشان نعمل القيد العائلى، وفوجئت وقتها إن ليا قسيمة طلاق من 15 سنة، وإن كل ده كُنت مُطلقة وكنت فاكرة نفسى على ذمته، وخرجت من المولد بلا حمص، خد عمرى، وماخدتش منه جنيه ولا أعرف حقى راح فين ولا إزاى».

قصة ثانية أكثر ألماً بدأت بزواج تقليدى دون سابق معرفة وانتهت بالطلاق بعد وصلة من الكره والذل، أعقبها مشهد تمثيلى مبهر خطط له الزوج وأكمله بفاصل من الكلمات المعسولة لحرمان زوجته وابنته من كل حقوقها الشرعية والقانونية، القصة تحكيها صاحبة المعاناة «نجوى» -وهو اسم مستعار- بالقول: «عانيت الكثير فى منزل والدى، الذى كان واحداً من تجار سوق الوايلى، ولم أجد منقذاً لى سوى الزواج، من أحد تُجار الخضراوات، الذى كان على صلة بأبى، لم تجمعنى معه قصة حب، أو مقابلات غرامية، كانت زيجة بالمعنى التقليدى، واعتبرته العوض من الله على ما عانيته منذ صغرى، إلا أنه انقلب علىّ، كان يكره ابنتنا مع أنها شبهه، كان بيضربنى قدامها ونفسيتها بقت فى الأرض، ورمى عليا طلقة واحدة من غير ما أعرف، وطردنى من البيت».

 

«هبة»: تزوجت فى سن صغيرة وتعرضت للإهانة والعنف من زوجى.. واكتشفت طلاقى بعد 15 سنة 

لجأت إلى محكمة الأسرة منذ سنوات، بعدما فاض بها الكيل من معاملة زوجها لها، بسبب العُنف والإهانة، وكان يردد دائماً «أكره هذه الفتاة التى ربطتنى بكِ»، اتجهت إلى محامية بالقُرب منها، طالبة المساعدة، فهى لا حول لها ولا قوة، تحاول الحفاظ على ما تبقى من كرامتها، وعلى حقوق ابنتها، دون أن تعود من جديد لمنزل عائلتها.

أخذت نفساً عميقاً أعقبته تنهيدة شقت سكون المكان، وتابعت: «القضايا كانت فى صالحى، تقريباً كنا هنكسبها كلها وهاخد 45 ألف جنيه أربى بيهم بنتى، لكن جوزى كان زى الشيطان وأنا ضعفت قدامه، فالمحامية اللى وكلتها استطاعت أن تكسب جميع القضايا، لأن القانون فى صفى، لأنى حاضنة ولى مؤخر ونفقة ومُتعة وقُدر المبلغ وقتها بـ45 ألف جنيه، إلا أن زوجى لم يكتف بإهانتى، وخطط لإذلالى، قال لى اتنازلى عن القضايا قبل النطق بالحكم بيوم وأنا هردك تانى وعشان ما باليد حيلة صدقته، ووافقت وقلت لنفسى يا بت أهو تربى بنتك ويمكن هو اتعلم من اللى عمله، واتنازلت عن القضايا، واتنازلت كمان عن حقى فى الشقة والقايمة والمؤخر، فطلقنى بالتلاتة ورمانى فى الشارع».

ابتسمت ابتسامة كلها حسرة وألم وهى تتذكر الأحداث التى عاشتها، وقدرة زوجها على خداعها مرة أخرى، حتى تمكن منها، ليطلقها طلاقاً بائناً، وأصبحت بائعة فى سوق الخضار بمدينة العبور، بعيداً عن شبح والدها وقسوة زوجها.

  

الكلمات الدالة