وُلد عمر بقلب مُتألم يشكو من المرض الذي يلح عليه، فهو مُصاب بورم على الصمام الرئوي وضيق بالصمام الأورطي، القدر أراد أن يستكمل حياته بالدخول في عملية تلو الأخرى، كي تستقر حالته لفترة صغيرة وتعود الأزمة المرضية له مرة أخرى، الحالة الصحية تزداد سوءًا للمراهق فمرضه كان مُنذ المولد واستمر معه حتى أصبح شابًا يملك من العمر 15 عامًا.

روى خالد حسن، والد "عمر"، معاناة ابنه: "بدأت رحلة العلاج مُنذ كان عمره 4 سنوات، فقد كان مُصابا بورم على الصمام الرئوي، فعمر مُنذ ميلاده مُصاب بضيق في الصمام الأورطي وورم على الصمام الرئوي، وأجرى 4 عمليات جراحية لإزالة الورم، ولكن المفاجأة أكبر من عمر الطفل في ذلك الوقت حيث عاد الورم مرة أخرى بعد 8 أشهر من العملية الثانية التي أجراها في العمليتين التي أجروها في مصر، الأولى تكلفت 7 آلاف جنيه والأخرى 15 ألف جنيه".

"الدكاترة اللي راح لهم عمر قالوا إنه لازم يسافر خارج مصر للعلاج"، هكذا أكد والد عمر، مضيفا أن عمر أجرى 4 عمليات ولكن الطب بمصر لم يتمكن من شفاء ابنه الوحيد، فهو أب له ولبنتين أخريين، موضحا أن عمر لم يذهب إلى المدرسة سوى لدخول امتحانات منتصف العام ونهاية العام.

وتابع: "دكتورة مي حمدي اللي بتابع حالة عمر قالت إنه لازم يسافر برا البلد، لاستكمال علاجه، واقترحت إجراء عملية له في مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروت مُنذ 7 أعوام، وكانت التكلفة 23 ألف دولار في ذلك الوقت، بما يعادل 130 ألف جنيهًا مصريًا.

وأضاف: "بعت الشقة بتاعتي وفي ناس طيبين ساعدوني"، هكذا تمت العملية داخل مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروت، والتي كللت بالنجاح.

واستكمل والد "عمر"، حديثه عن ابنه بعبارات استنجاد لمعالجة الطفل، فقد جمع المبلغ الآخر بصعوبة وكان بمساعدة كثير من أصحاب الخير، مضيفا: "ربنا كرمني في جمع المبلغ وعملنا العملية التانية ونجحت".

وأكد الأب، أنه عاجز عن مساعدة ابنه لأنه من المقرر إجراء عملية لتغيير الصمام بعد 7 أعوام من العلاج، ولكن المبلغ المطلوب كبير جدًا، منوها إلى طلبه المساعدة من أكثر من شخص ومؤسسة، قائلًا: "بكل أسف مفيش حد عايز يساعد زي زمان"، مُبررًا ذلك بأن المبلغ كبير ولا يمكن لأحد مساعدته بسبب غلاء الأسعار وارتفاع سعر الدولار.

"احنا تعبانين أوي، 10 سنين واحنا في الموضوع ده ومش عارف اعمل حاجة تانية في حياتي"، بتلك الكلمات عبر "خالد" عن عجزه أمام حاجة ابنه إلى عملية قسطرة، لأنه لا يمكن إجرائها بفتح القلب لأنه فتح 4 مرات، ولا يوجد مكان يتقبل حالته سوى لبنان وتركيا، وتتكلف العملية في الأولى 70 ألف دولار، وفي الثانية 22 ألف دولار، مشيرًا إلى أنه لا يمكن إجراء العملية بمصر لأنها ستجرى بالقسطرة التي لا تتوافر بمصر.

وأوضح أن جمعية خيرية في تركيا تكفلت بجزء من مصروفات العملية بلغت 7 آلاف دولار، بينما المبلغ المتبقي الآن 15 ألف دولار لإتمام العملية.

من جانبها قالت الطبيبة المتابعة لحالة عمر بمستشفى أجيبادم بتركيا، إن "حالة عمر لا يمكن أن تجرى في مصر، لأنه يحتاج إلى عملية بالقسطرة ولا يمكنه إجرائها قلب مفتوح، لأن حالته متستحملش عملية قلب مفتوح تاني، فقد تودي بحياته وتعرضها للخطر".

وأوضحت الطبيبة، أن حالة "عمر" حرجة وتحتاج لإجراء العملية بسرعة، مشيرة إلى أن المستشفى خفضت تكاليف العملية مراعاة لظروف عائلته، لتصبح 15 ألف دولار فقط.