رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"نحمد الله" و"هدى".. صداقة بدأت على "فَرشة السوق" وامتدت لسنوات

كتب: عبدالله عويس -

02:45 م | الأحد 27 أغسطس 2017

صورة أرشيفية

نميمة وابتسامات وإفيهات لا يفهمها سوى الاثنين، يدفعان بها الوقت ليمر سريعا، تشابهت ظروفهما كثيرا، فهما أرملتان يسعيان لتوفير الرزق لأيتام صغار، تجاورت فرشتاهما في سوق شعبية بالسيدة عائشة، ما كان سببا في نشأة صداقة بينهما امتدت لسنوات، حتى إن الفرشة لتكون خالية في بعض الأيام من الفكاهة أو المخلل لكنها لا تخلو من الصديقتين.

"نحمد الله" قالتها وعلى وجهها ابتسامة تحاول إخفاءها، ثم تضيف: "لو حابب تعرف اسمى فأنا نحمد الله، ولو بتسألني على ظروفي فنحمد الله برضه" لتدخل نحمد الله شحاتة، وصديقتها هدى فاروق في وصلة ضحك ممتدة، تقطعها هدى بقولها: "والنبي ما باقيلنا في الدنيا دي غير شوية الضحك" لكن خلف تلك الضحكات حكاية قاسية لسيدتين تحاربان يوما في سوق شعبية لكسب العيش.

منذ 4 سنوات توفي زوج نحمد الله، تاركا لها 6 من الأولاد زوَّج أغلبهم، وترك لها اثنين زوَّجت هي منهم واحدا، وبقي لها طفل صغير لا يزال يسكن معها في غرفة صغيرة بالأباجية، بلغ إيجارها 500 جنيه، فلم تجد الزوجة ما يغنيها عن السؤال سوى العمل، وتاجرت في الفاكهة بشكل بسيط: "بجيب شوية فاكهة من التجار وأبيعها، يوم بيبقى معايا فاكهة والدنيا حلوة ويوم مبيبقاش معايا" قالتها السيدة الخمسينية التي عرضت بعض المانجو على عربة الكارو الصغيرة، مشيرة إلى أن لها طفلا صغيرا لم يتخط الـ14: "بجري على نفسي أنا وهو، ربنا يكرمنا من عنده".

ابتسامة هدى فاروق، جارة نحمد الله في سوق السيدة عائشة، تلاشت بعدما فتحت الحديث عن ظروفها الشخصية، لتتحدث هدى بنبرة مكتومة تختلف كثيرا عن صوتها المجلجل بالضحكات: "جوزي مات برضه من 4 سنين، وسابلي 3 بنات وولد والحمد لله جوزت واحدة"، مشيرة بيدها إلى الزيتون المخلل، والذي تشتريه من أحد الباعة وتبيع الكيلو منه بـ8 جنيهات وصولا إلى 12: "من بعد وفاة جوزي وقفت على الفرشة، وبقت رأسي برأس أي بياع هنا وبقى ليا اسم والحمد لله محدش بيرخم عليا عشان ظروفي"، مشيرة إلى صداقتها بنحمد الله تهون عليها الكثير: "ساعات مبيبقاش معانا شغل عشان السوق مريح بس بنيجي نقعد سوى ونروح".

الكلمات الدالة