رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

" نجوم.. بس مش مشاهير"

كتب: ياسمين الصاوي -

03:21 م | الأربعاء 01 مارس 2017

صورة أرشيفية

في أحد مطاعم حي مصر الجديدة، وتحديدا في منطقة الكوربة، جلست واثنين من صديقاتي على طاولة نتناول وجبة الغذاء، أطباق ساخنة تقدم إلينا، وبطون جائعة تنتظر الشبع، فرغنا من تناول الطعام، وحضر "الجرسون" ليحمل الأطباق التي تبدو نظيفة بعد أن تناولنا أخر قطعة فيها، التفتت صديقتي "مي عادل" (موظفة علاقات عامة بإحدى الشركات) إلى التلفاز لتجد حديثا مسجلا يذاع لإحدى الفنانات المبتذلات الشهيرات على إحدى القنوات الفضائية الحائزة على نسبة مشاهدة عالية جدا، والتي كانت تحكي فيه عن قصة كفاحها للوصول إلى هذا المكان، والغيرة والأحقاد التي تلاحقها، ووقع في أذني بعض العبارات التي وجهها إليها المذيع عن الإنجازات العظيمة التي قامت بها في هذا المجال، فالتفت إلى التلفاز ووجهت "ريهام محمد" نظرها أيضا لنستمع إلى رد هذه الفنانة والفخر والثقة التي تملئ ملامحها.

 

لم يقطع المذيع حديثها هذه المرة، ولكن خطفت "مي" انتباهنا بعد أن قالت فجأة "يا بختها!"، فلم ندرك ما الحظ السعيد الذي تنعم به هذه الفنانة لكي تحسدها عليه؟ وبعد مناقشة وحوار طويل، اكتشفنا أنها مبهورة بفكرة ظهورها على شاشة التلفاز.

 

لم تستطع "ريهام" تلك البنت المصرية الجدعة المتطوعة في إحدى المنظمات الخيرية ومؤسسة شركة صغيرة تعمل في مجال الدعايا والمطبوعات أن تصمت قليلا "الناس دي مش مبسوطة زي ما انتِ فاكرة، صدقيني الغلابة هما المبسوطين"، الجملة التي اثارت سخط وسخرية "مي" وتمتمت بعبارات يتخللها الضحك، فبدأت الأخرى في التحدث معها بالعقل.

 

تحدثت "ريهام" عن الحملات التطوعية الكثيرة التي شاركت فيها لمحو الأمية بمنطقة منشية ناصر وغيرها من الأحياء الفقيرة، واكتسبت أصدقاء من الأطفال والبالغين البسطاء، تحادثهم وتسأل على أحوالهم كل حين، وتذهب للقائهم ويستقبلوها في بيوتهم بكل ترحاب ويقدمون لها من طعامهم المتواضع كأنها من أهل البيت، وعرفت أن رضائهم بحالهم وإيمانهم وبحثهم عن الأمل من عند الله في كل يوم هو قمة السعادة، وأنهت حديثها قائلة "لو دخل كلا منا قلب الأخر لأشفق عليه"

 

في هذه اللحظة، تدخلت في الحديث لأبدي اندهاشي من شهرة بعض الأشخاص لمجرد دخولهم إلى ساحة مجال معين، في حين لم يسلط أحد الضوء مثلا على مهندس مخلص أو معلم ممتاز أو ميكانيكي ماهر أو سباك أو صاحب محل أو غيرها من الوظائف التي إذا توقف أصحابها عن العمل، تعطل حال بلد بأكملها، فوظائفهم يومية ومؤثرة جدا، لكن بالنسبة لنا عادية، وفي كل قطاع الآف النجوم والمخلصين الذين يعيشون ويموتون دون أن يعرف أحد عنهم إلا المحيطين بهم فقط، فكلنا نجوم لكن لسنا مشهورين.    

 

الكلمات الدالة