كتب: ياسمين الصاوي -
09:47 ص | الأربعاء 08 مارس 2017
وفاة الأب ليست شيئًا هينًا، فقد ذهب الأمان والحماية والمرح من بين يدي طفلك، وأصبح يتذكر كل تفاصيل حياته مع والده وخاصة الذكريات الجميلة منها، ولا يدرك أنه لن يراه ثانية.
لستِ وحدك من يحتاج الرعاية والحب في هذا الوقت، لكن طفلك يحتاج كل الرعاية والاهتمام والتوجيه، فمازال صغيرا في الحياة، لم يعرف ويعيش أحداث كثيرة مثلك.
نشر موقع "kids health" تقريرًا مفصلا حول كيفية مساعدة الأم طفلها في التعامل مع وفاة والده وغيابه عنه مدى الحياة، وتخفيف الألم والصدمة من على نفسه.
- عند حديثك عن الموت مع ابنك استخدمي عبارات بسيطة وواضحة ومباشرة، فمثلا قولي له "لدي خبر سيئ أريد أن أقوله لك، لقد توفي والدك اليوم"، ولا تتوقفي بين الجمل حتى لا تعطي لطفلك وقت للتأثر بكلماتك.
- يختلف رد فعل كل طفل عند معرفته أن شخص محبب إلى قلبه قد مات، فهناك من يبكي، وهناك من يسأل كثيرا، وهناك من لا يبدي أي رد فعل، فكل هذا طبيعي، لكن عليكِ ان تجلسي مع طفلك بضع دقائق، وتغمريه بالأحضان والرعاية إذا أراد ذلك، وتجيبي على كل أسئلته.
- شجعي طفلك على التحدث عما يفكر فيه ويشعر به في هذه الأيام أو الأسابيع أو الشهور حول فقد أعز شخص لديه، تحدثي عن مشاعرك، فهذا سيساعد الطفل على الشعور بالراحة وحكي كلام مشابه لذلك، فيمكنك أن تقولي له " أعرف أنك تشعر بالحزن، وأنا أكثر منك، فنحن الاثنين نحبه كثيرا، وهو يحبنا أيضا."
- إذا أثٌَرت وفاة الأب على حياة ابنك، فاخرجي كل مخاوفك وقلقك حول مايحدث بهدوء، ومدى تأثير ذلك على مستقبله ونفسه.
- اجعلي ابنك يحضر الجنازة وطقوس التشييع، وأخبريه عما يحدث خلال هذه الوقت، فمثلا قولي له "انظر، الكثير ممن يحبون والدك هنا، يدعون له ويتحدثون عن حياته ومميزاته، وعندما يحتضنك أحدهم أو يقول لك (حزنت لفراق والدك) علينا أن نقول له (شكرا) أو (شكرا لقدومك إلى هنا) ويمكنك أن تجلس بجانبي وتمسك يدي إن أردت."
- أعطي ابنك ولو دور صغير وفعال في هذا الوقت، فاجعله مثلا يقرأ له شيئا من القرءان أو الإنجيل، واترك له القرار إذا كان يحب المشاركة و أن يختار طبيعة مشاركته أيضا.
- في هذه الأيام ساعدي ابنك أن يتذكر والده ولا تحاولي أن تضغطي عليه لينسى، لكن اجعليه مثلا يرسم له صورة أو يكتب قصة عنه، فتفريغ ذكرياته السعيدة يعزز من مشاعره الإيجابية.
- انتبهي إن كان ابنك يبدو حزين أو قلق أو محبط في هذه الفترة، واسأليه عن مشاعره واستمعي إليه، واجعليه يعرف أن هذا الأمر سيأخذ وقتا حتى يتحسن شعوره ويهدأ، فهناك بعض الأطفال لا يستطيعوا النوم وتراودهم المخاوف والاضطرابات، لذلك فالتجمعات يمكن أن تساعده وتدعمه بشكل أفضل.
- أعطي طفلك الراحة التي يحتاجها، ولكن لا تتجاهلي مشاعر الحزن بداخله، فبعد أن تتحدثا لبضع دقائق وتستمعي إلى كل مشاعره، اجعليه يفعل نشاط ليشعر بتحسن، فمثلا اتركي له مساحة ليلعب أو يمارس هواية أو يطبخ أو تذهبا إلى أي مكان سويا.
- تأكدي دائما من التحدث مع ابنك من حين لأخر حتى تعرفي عن إحساسه وما يريد أن يفعله، فالخروج من هذه الحالة لا يعني النسيان، لكن تذكر والده وترك مجال للذكريات الجميلة والمشاعر الحلوة أن تجعله يستمتع بحياته.
