كتب: غادة شعبان -
05:45 م | الثلاثاء 19 سبتمبر 2023
طوعت نفسها لخدمة وإسعاف الجرحى من خلال العمل في رعاية الطوارئ، تستقبل حالات حرجة بين الساعة والأخرى، البعض منهم يُكتب له عمر جديد، وآخرون يودعون الحياة، لتكن هي شاهدة على تلك اللحظات التي تحبس دموعها فيها لأداء مهامها على أكمل وجه، لتكن الطبيبة البريطانية راشيل هاوز أوبي، واحدة من الطبيبات اللواتي ذاع صيتهن في أنحاء البلاد، والتي استطاعت علاج أكثر من 600 مريض بأمراض حرجة وخطيرة، إذ تعمل كمسعفة في مجال الإسعاف الجوي.
تنحدر أصول راشيل هاوز أوبي إلى «جوسفورت» بالقرب من نيوكاسل، شمال شرق إنجلترا، وانتقلت إلى أفغانستان عام 2011 للعمل كطبيبة تخدير لعلاج الصدمات.
«الوطن» أجرت حوارًا مع الطبيبة البريطانية راشيل هاوز، التي تعمل في خدمة الإسعاف والتخدير في أحد المستشفيات الكبرى، للحديث عن مهامها الطبية في خدمة الجرحى وإجراء عمليات نقل الدم للمرضى المصابين بأمراض خطيرة وإنقاذ حياتهم وذويهم.
القصة بدأت من الطفولة مع حصة العلوم، حينما كان عمري 13 عاما، إذ كنت أحب تلك المادة كثيرا وشغوفة بكل ما أتعلمه على يد أساتذتي، إذ كانت وسيلة لتوسيع مداركي وتطلعاتي، حتى قررت دخول كلية الطب في جامعة نيوكاسل، وهي الغاية التي قررت تحقيقها، حتى أساهم في تخفيف آلام المرضى ومساعدة الناس، حتى أصبحت استشارية في التخدير والطوارئ في خدمة الإسعاف.
عقب التخرج في كلية الطب، وبدء العمل كطبيبة مبتدئة، بدأت التدرب في مجال طب الطوارئ، حتى انتهى بي الأمر لإجراء التخدير، للقدرة على تقديم الرعاية الفورية للمرضى أمر مجزٍ، حتى حصلت على الخبرة في عمل الإنعاش الفوري للمريض، كما إنه يعتبر عمل بطولي، إذ أحببت الرعاية الحرجة ولدي خبرات في رعاية الصدمات، كما إن إجراء عمليات نقل الدم للمصابين عقب الإصابة مباشرةً هو عمل بطولي، إذ استطعت إنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح في المستشفيات التي عملت بها.
أحببت هذا التخصص بشدة، تمكنت من إنقاذ أكثر من600 مريض والأرواح المصابين بجروح خطيرة والذين من بينهم ضحايا حوادث الطرق الذين يتعرضون للتصادم بين اللحظة والأخرى.
أعتبر ذلك العمل شيء يدعو للفخر، ومن خلال خبراتي فإن رعاية المرضى يومًا بعد يوم، أمر بطولي إذ نسهر على راحتهم حتى يتماثلون الشفاء، وهو الأمر الذي يستغرق التدريب وقتًا طويلًا، كما إنه لا يهم سواء كان من يقوم بهذا العمل رجلًا أم امرأة، إذ يتعلق ذلك بالقدرة والحماس والمثابرة، حتى نتمكن من حصول المريض على رعايته الكاملة.
شعور لا يمكن وصفه، إذ كان بمثابة صدمة كبيرة لي، إذ سافرت حينها مع زوجي لتسلم الجائزة، إلى قصر باكنجهام، كنت في قمة السعادة والفخر، خاصة في وجود أسرتي، واصطحبتهم بعدها جميعا لتناول الشاي لشكرهم على دعمهم لي وإيمانهم الشديد بي، لولا الثقة التي حصلت عليها أيضا من الفريق الذي أعمل معه لم أكن حصلت على هذا الوسام، إذ عملت مع عدد رائع من الأشخاص الذين لديهم خبرات لا حصر لها.
أحاول جاهدة تنظيم وقتي بين عملي كطبيبة وكوني زوجة وأم، بحيث لا تتعارض المهام مع بعضها، خاصة في القيام بأعمالي المنزلية، كما إنني أقضي وقت فراغي رفقة أسرتي وأصدقائي خارج المنزل.