حنان حشيش واحدة من السيدات المصريات التي أحبت العمل الخيري وتربت على مساعدة الجميع دون مقابل، فمنذ عشرين عامًا قادتها الصدفة إلى عالم المكفوفات، لتجد لهن طريقًا لتظهر قدراتهن الحقيقية، إذ أنهن لسن ذوات إعاقة، بل عوضهن الله بطاقات كثيرة بداخلهن، إذ أنشأت جمعية لهن مشهرة برقم 3905 لعام 2017، في محافظة الإسكندرية، بهدف نشر الإبداع الذي بداخلهن، بالإضافة لتعليمهن حرفة لمستقبل أفضل.

جمعية لتأهيل سيدات مبدعات

روت ابنة محافظة الإسكندرية أنها رأت أن العضو الذي يجعل الإنسان يرى العالم جميلًا هو العين، ولكن إذا كانت العين تعاني من فقدان البصر، فهل ذلك يجعلها لا ترى جمالًا، ومن هذا المنطلق فكرت في إنشاء جمعية للمكفوفات، لخلق وسائل يمكن من خلالها الكفيف رؤية العالم، وشنت من خلال الجمعية قانونًا يجعلهم قادرين على القيام بمجموعة متنوعة من الوظائف، وأعدت سيدات بالفعل قادرات أن يرين العالم من خلال تعليمهن الحرف اليدوية المختلفة.

جمعية تديرها سيدات مكفوفات مبدعات صنعن حرفة

وتحكي «حنان»، لـ«هن»: «الجمعية كلها فكرتها تعليم المكفوفات حرفة من صنع أيديهم، وبتغطي إسكندرية كلها من جميع الأعمار، وبيدير مجلس إدارتها مكفوفات، لأنهم هيعرفوا حاجة بعض بالظبط»، إذ تفتتح ذراعيها للسيدات، لتعليمهن المشغولات اليدوية والحرف من البامبو والمكرمية والسجاد اليدوي، وانتبهت إلى أدق التفاصيل فأنشأت ورش ووفرت لهن المواد اللازمة، ليكون لهن دخل شهري، وجعلت المدربات رئيسي الأقسام أيضًا مكفوفات، وجعلت المكان على الترام لسهولة المواصلات.

محترفات المشغولات اليدوية

وفي تعاون ولوحة فنية يعلمن بعضهن، على طريقة برايل وتتم كتابة الطرق والتعليمات ويقرأن الأحرف بلمسها بالأصابع لتعلم الحرف المختلفة: «بفضل ربنا وعزيمتهم استطاعوا تسجيل اسمهم في المشغولات اليدوية، وأصبح ليهم منتج مميز، وبشوف سعادتي وسطهم في انطلاقهم»، ويتم احتضان منتجاتهن واستقبال أفكارهن على مدار العام وتطويرها، كما تدعم الجمعية السيدات من مختلف المحافظات بالأدوات والدعم اللازم لمساعدتهن المستمرة، ويتم تسويق تلك المنتجات عبر معرض الجمعية وعن طريق صفحة الجمعية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

فريق كورال المكفوفات

تتضمن الجمعية أيضًا الاهتمام بكل أنواع الفنون والروح الترفيهية: «ومن ضمن نشاطات الجمعية لدينا فريق الكورال للمكفوفين، بنادي إسكندرية للموسيقى العربية، بيقيم الحفلات في مركز إسكندرية ومركز الإبداع، وشاركنا في مسابقة وزارة الثفافة لذوي الإعاقة أربع مرات، وحصلنا على المركز الأول، وكله من منطلق إشعار الكفيف بأنه منتجًا ومبدعًا».