كتب: أمنية شريف -
02:41 ص | الجمعة 26 مايو 2023
قصص الحب والوفاء تملأ النفس بالإعجاب وتفيض القلب بالتأثر، ولكن عندما تقع قصة الحب بين الابنة والحبيب الأول لها وهو الأب، يصبح الأمر أكثر قدسية، وهو ما تبين في قصة الابنة فاطمة والأب خالد، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بين يديها وتوفي فجأة، طالبًا منها أن تبقى على ذكراه، لتظل تحيي ذكراه كل يوم بالصدقات والدعوات وذكر المواقف الجليلة لفقيد قلبها وعمرها، وتصبح محط حب مواقع التواصل الاجتماعي، في مشاعر لا يمكن للقلب وصفها.
أصبح الجميع في ثناء على والدها والتوجه إليه بأفضل الدعوات على ما قام به تجاه ابنته، ليصبح الأب بطلًا في حياة ابنته طيلة حياته، بطلًا في أعين الجميع في مماته، إذ نشرت «فاطمة» الكثير من المواقف بينها وبينه في لحظات عفوية، عبر لها الجميع عن الحب، إذ حكيت، لـ«هن»: «بابا كان أحن واحد في الدنيا كلها أنا عيد ميلادي يوم 1-3 والله يرحمه توفي بعده بيومين كان عامل حسابي في كل خطوة ولحظة، ومحتفل بيا قبلها، أنا لسه مش مستوعبة فراقه فبهون على نفسي بالكلام عليه، وبتجديد ذكراه كل يوم».
مواقف تتذكرها «فاطمة» تقصها في حكاية كل يوم على مواقع التواصل الاجتماعي، لتلقى ملايين الترحم على فقيد قلبها أبيها: «بابا كان بيشتغل طول اليوم أكتر من شغل عشاني، كل مواقف بابا لمساني، كان بيحاول يوفر لي كل الدنيا في إيدي»، لم تُحصَ المواقف من والدها الخمسيني، إذ اعتادت على هذا العطاء المستمر دون مقابل، هي وشقيقتيها البنتين ووالدتها.
ملامح أبيها كانت لها الأثر الأكبر في قلب الجميع، إذ تزين بملامح الأب الذي يكسوه الحنان والحب: «آخر موقف مأثر فيا قبل ما يتوفى طلب مني يشرب مياه شربته الحمد الله، وفضل باصص ليا ومتبت على إيدي، وحاول يقوم لي، لكنه مات، ولو كان بإيدي كنت أديته عمري وصحتي وقلبي»، وليبقى حيًا تعودت أن ترسل له الصدقات والورود، وتصل الرحم وكل ما كان يحبه دومًا.
«كل المواقف وكل حاجة فيك جميلة، مهما حكيت ونزلت كلام مش هيعبر عنك، كل حاجة في إيديك مكانتش ليك، عملت لنا كتير في حياتك، مفيش أب عمل زيك، كنت وما زلت كل الحلو اللي لينا، ترحم كل الناس عليك تستاهله، كل شهر بطلع لك صدقات، وبوصل كل الناس إللي كنت بتحبها، هحكي عنك لكل الناس، وهيفضل مكانك موجود، واسمك محفور في قلوب كل الناس، الفراق صعب بس أنا صابرة زي ما علمتني، أنا مكملة من غيرك، لكنك جوايا يا ونسي»، وجهت فاطمة هذه الكلمات إلى أبيها.
