رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

انهيار والدة شاب توفى أثناء توجهه لتوزيع شنط رمضان: «وحيدي مامتش»

كتب: آية أشرف -

01:44 م | الأحد 19 مارس 2023

عبد الرحمن المنسي

الدعاء بمعايشة شهر رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، هي الأمنية الساكنة دائما قلوب الأمهات، وفي خضم الدعاء فقدت «أم عبدالرحمن» ابنها الوحيد، الذي رحل عنها في غمضة عين أثناء فعله لعمل خير، ليتركها في حالة من الإنكار والصدمة، بدموع متحجرة وقلب مقسوم، منفطر على ابنها الذي أبكى كل من سمع قصته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

لم يكمل 60 يومًا في عمله الجديد، ظن أن الحياة ابتسمت له، قبل أن يوقع عليه الاختيار لتوزيع 2000 شنطة رمضان، حصل عليها من الشركة التي يعمل بها، على غير القادرين، لينتظره القدر ويلفظ أنفاسه الأخيرة في حادث أثناء توجهه من السويس إلى المنصورة، بعدما اعترضت طريقه سيارة نقل ثقيل وصدمته، ليلقى مصرعه على الفور.

«عبد الرحمن المنسي»، الذي عرفه أهله بـ«أبو ضحكة جنان»، لفظ أنفاسه الأخيرة، تاركًا والدته في هول الصدمة التي تشيب لها الرأس، فقدت نجلها الوحيد، وهو في ريعان شبابه، في مشهد مأساوي لا يمكن تخطيه طيلة حياتها، وفقًا لما دونه شقيقها «إيهاب رجب» عبر حسابه الشخصي بموقع «فيسبوك». 

رد فعل والدة الشاب عبد الرحمن المنسي

ودون خال الفقيد، ردة فعل والدته عبر «الفيسبوك» قائلًا: «في الثانية صباحًا اتصل بي والده وقال لي أن أحد ما هاتفه، وأخبره أن ابنه عمل حادثة بالقرب من الإسماعيلية، وكان صورته مرتجفًا ويخشى أن يكون أصابه مكروه، فهدأته وقلت له إن شاء الله بسيطة، وذهبت معه في سيارتي وفوجئت أن شقيقتي معه وكنت لا أفضل وجودها».

رحلة طولها 3 ساعات إلى مدينة بعيدة، خاضتها أسرة الشاب الفقيد، قبل أن يتلقى والده وفي منتصف الطريق مكالمة من زميل عبد الرحمن في العمل، أبلغه أنه توفي وقبل أن ينهار، تماسك حتى لا يخبر زوجته التي تجلس بالخلف، وهي موقنة تمام اليقين أن نجلها بخير، وإصابته مجرد جروح بسيطة، «بعد رحلة عذاب وصلنا إلى مستشفى المدينة، وهناك عرفت أمه الخبر، توقعت انهيارها من الصدمة، لكنها لم تبكِ وقالت بثقة، الذي مات ليس ابني».

صدمة وإنكار لم يستمرا طويلًا حتى ذهبت الأم إلى المشرحة، وفقًا لما سرده شقيقها لتتعرف على نجلها، «بعد دقائق ذهبوا بها إلى مشرحة المستشفى لترى الجثة، وتتأكد أنه ابنها ولكنها تماسكت ولم تبك، وظلت تقرأ القرآن والأدعية لمدة 7ساعات، قبل السير في إجراءات الدفن». 

مشاعر مختلطة من الحب والحسرة يعيشها خال الفقيد، «كنت بعتبره ابني، ومعزته أكتر من معزة ولادي، يعلم الله وحده كيف سأكمل حياتي؟، لا أعلم ولا امتلك القوة الإيمانية والنفسية، التي يمتلكها آخرون».

مصرع شاب في حادث أثناء توجهه لتوزيع شنط رمضان بالمنصورة 

وكان خال الفقيد، صرح لـ«الوطن»، أنّ عبد الرحمن صاحب الـ28 عاما، كان وحيد أسرته ولديه شقيقة، «الناس كلها حزينة على عبد الرحمن، محدش مستوعب ولا مصدق اللي حصل صدمة كبيرة، الولد كان بيحب الخير، وبيعمل كل اللي يقدر عليه علشان يسعد الناس».

مضيفًا: «كان محبوبا من الجميع، كانوا بيسموه عبد الرحمن أبو ضحكة جنان، كان جميل وطيب وعمره ما زعل حد منه».