لم تتخيل أن يهاجمها الضيف الثقيل على حين غفلة، إذ اكتشفت الورم صدفة لتتأكد بعدها من وجود السرطان فعليا في خلايا جسدها، وتحديدا سرطان الثدي لتستمر الأم الثلاثينية ريهام فتحي، في محاربته لمدة 3 سنوات دون علم أطفالها، وبدعم الزوج الذي استمر في إقناعها بأنها جميلة في عينيه بكل حالاتها، وفي ظل الحروب القائمة في غزة تمسكت بعلاجها لتعود إليها الذكريات في شهر أكتوبر الوردي وتذكرها بقوتها لتستكمل الباقي من رحلتها العلاجية.

«ريهام»: اكتشفت المرض صدفة

خشيت «ريهام» بعد أن هاجمها سرطان الثدي أن يعرف أحد غيرها وترى نظرات الشفقة والزعل، إذ اعتادت على القوة، لذلك عندما علمت باصابتها صدفة قررت أن تجعل خبر مرضها مقتصرا على زوجها والقليل من أفراد عائلتها:« اكتشفت بالصدفة أن في كتلة في الصدر واتأكدت بالفحوصات، وأول عملية كانت سنة 2020، وبعدها بدأت البروتوكول العلاجي 8 جرعات كيماوي في غزة.. طول فترة علاجي مقولتش لحد خفت من نظرات الشفقة»، بحسب حديثها لـ«هن». 

رحلة علاجها من غزة للقدس وغيابها عن منزلها 

عشقها للفن والمسرح جعلها تخشى أن يعلموا بمرضها بسرطان الثدي، فيضيع عملها الذي تهواه وتمارسه منذ سنوات، وقررت أن تجعل خبر مرضها للمقربين فقط، ولحسن حظها بدأت رحلتها العلاجية في بداية كورونا لذلك كان من السهل عليها ألا تخبر أحدا، ولا يراها زملائها في فترة الحظر، قالت «ريهام»:« من حسن حظي أن بدأت علاجي في فترة الكورونا والحظر عشان محدش يعرف.. كنت خايفة المرض يضيع شغلي، وعلى الرغم أني اشتغلت فيلمين في فترة العلاج الكيميائي إلا أنني كنت حريصة محدش يعرف»

وبالنسبة لعلاجها فلم يتوفر كاملاً في غزة، وكانت تسافر للقدس لاستكمال العلاج الإشعاعي وعددها حوالي 20 جلسة، مضيفة:« من أصعب الفترات اللي عشتها زاد وزني بشكل كبير، وكمان الكل كان مستغرب حتى أنهم انصدموا بعد ما عرفوا كنت مريضة وتعالجت بس ديما كنت بقنع أولادي وقت السفر وجلسات العلاج الإشعاعي أني مسافرة لفيلم، ولما برجع مكنتش بقلع البندانه وديما لابساها على الرغم أنها كانت تزعجني في الصيف».

لم تستطع الأم التعبير عن مدى فرحتها بنظرة أبنائها لها أنها قوية، واستطاعت هزيمة ذلك المرض الخبيث بعزيمتها.