رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

سارة حجي باحثة مصرية شرفت بلدها في الخارج.. أجرت أبحاثها على السرطان وصحة المرأة (حوار)

كتب: غادة شعبان -

04:22 ص | الأربعاء 28 سبتمبر 2022

الباحثة المصرية سارة حجي

واحدة من أكثر الفتيات الملهمات داخل مصر ذاع صيتها في شتى بقاع العالم، حرصت على إعلاء اسم المرأة المصرية والعربية، أفنت حياتها في البحث العلمي، خاصة مرض العصر اللعين الذي يروح ضحيته ملايين من الأشخاص وهو السرطان، الذي ينهش الجسد معلنًا كلمة النهاية، لحياة الكثير من المرضى، إذ تعهدت أن تكون باحثة للمساعدة في تقديم أبحاث السرطان، وتم قبولها في المركز الألماني لأبحاث السرطان وجامعة «هايدلبرغ» للدراسة والحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، حتى فازت بجائزة Richtzenhain للدكتوراه لعام 2021 لعملها المتميز خلال مرحلة الدكتوراه، كما اختارها البلوج الكندى انفلونس دايچيست، المصرية سارة حجى ضمن أفضل 15 مدربة حياتية فى برلين.

«الوطن» تواصلت مع المصرية سارة حجي، الفائزة بأفضل بحث عن السرطان في ألمانيا، وضمن أفضل 15 مدربة حياتية في برلين، وتكريمها من المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة، وكيف أثرت على حياة المرأة المصرية والعربية بتفوقها وبأبحاثها المختلفة في مجال السرطان، وكيف أصبحت واحدة من أهمية رواد الأعمال في مصر وألمانيا، وإلى نص الحوار:

في البداية حدثينا عنك وعن رحلتك مع البحث العلمي وسفرك لألمانيا؟

اسمي سارة محمود حجي، في بداية الثلاثينات من عمري، أتواجد في ألمانيا منذ عام 2012، تخرجت في كلية الصيدلة والعلوم الحيوية، من الجامعة الألمانية، وحصلت على درجة الماجيستير والدكتوراه في ألمانيا، وأنهيت مشواري البحثي والدكتوراة عام 2020، وحصلت على جائزة في عام2021 عن أفضل بحث في مجال السرطان، وأسست عملي الخاص في المجال الخاص بالتدريب والتطوير في مجال إعداد القاده، في إبريل 2021، مع نهاية الدكتوراه أتميت رحلتي في مجال البحث العلمي.

- ما الحلم الذي بدأ معكِ في الطفولة واستمر للشباب؟

كان حلمي منذ طفولتي خدمة البشرية وأثر نافع، وترك بصمة من خلال التفوق الدراسي في جميع المراحل التعليمية، تربيت على غرس مفهوم أن الأطباء ذو أثر كبير في المجتمع، شغفي جعلني اتصل بالعلوم المختلفة، خاصة مرض السرطان، إذ كنت أبحث عنه كمرض وكيف بدأ وانتشر.

أحد أقارب سارة دفعها لإجراء أبحاث عن السرطان

-هل هناك دافع جعلكِ تقررين توجيه دراستك لمرض السرطان؟

نعم، إذ توفيت إحدى أقاربي بسرطان البنكرياس، كانت المرة الأولى التي اسمع بها عن ذلك المرض، كانت مقاربة لي في العمر، ومن هنا قررت البحث عن كل ما يخص بذلك المرض اللعين، إذ تأثرت كثيرا بوفاتها، وجعلت منه سبب لتوجيهي للخطوة القادمة في الحياة.

- كيف بدأت رحلتك مع مرض العصر السرطان؟

بدأت رحلتي من خلال التفوق الدراسي وبعدها السفر إلى ألمانيا، وقررت التركيز على البحث العلمي وإتمامه ونشره، كانت رؤيتي دائما هي ترك بصمة كبيرة في مجال البحث العلمي، وهو السبب الرئيسي لسفري، وكان عُرض عليّ من قبل الدكتور المتابع للبحث الخاص بي، الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لاستكمال عملي، لكنني قررت استكماله في ألمانيا وتطويره، قمت بعمل إلتماس للجامعة للانتقال في معمل جديد، تحت إشراف 2 من الدكاترة في قارتين مختلفتين لإتمام البحث العلمي، ومن هنا جاء حصولي على رسالة الدكتوراة.

اكتئاب حاد وإصرار على المواجهة والتصدي للأزمات

- ما هي التحديات التي واجهتك وكيف تغلبتِ عليها؟

كان التواجد بين بيئة مختلفة وعالم جديد، من أكثر التحديات التي واجتها، فضلا عن اختلاف أساليب القيادة في قارتين مختلفتين، حاولت الاجتهاد وفي عام 2017، أصيبت بإعياء شديد ووصل في 2018 لإكتئاب حاد، ومن هنا كان التحدي إذ لم أكن استطع التقديم بشكل فعال، حتى أصيبت بصدمة كبيرة، فلم يكن لدي من يعينني على الخروج من تلك الأزمة والفجوة، حتى قررت البحث عن أساليب تعينني على الخروج منها، كما رفضت أخذ أدوية مضادة للاكتئاب، وكانت النقلة بالنسبة لي كانت خلال ورشة علمية،إذ عرضت علي المدربة المساعدة في إتمام الدكتوراة، ومن هنا تبدلت الأحوال إذ وفر لي التدريب التغلب على الخوف والقلق، بأساليب عملية، وأثر بالإيجاب إذ بدأت في الاجتهاد من جديد بالاتصال بالشغف، رغم المعوقات.

- ماذا تغير عقب نشر الورقة البحثية الخاصة بكِ؟

بعد مرور يومين على نشرها، استطعت بفضل الله تسخير كل الإمكانيات وأقوم بتأدية أداء فعال، حاولت نشر المعلومات التي تلقيتها ودرستها، وكيف أنار حياتي، ومن هنا قررت البحث عن طريقة إحداث فارق في حياة العلماء وكيفية تطوير أدائهم، ومن هنا بدأت بذرة فتح عملي الخاص بحكم تجربتي وخبراتي، إذ استطعت تغيير وجهة نظر الكثير من الطلاب وكيفية تخطي التحديات التي تواجههم.

- غيرت مسار حياتك من مجال البحث العلمي إلى مجال ريادة الأعمال.. حدثينا عن تلك الخطوة؟

واجهت اعتراضا كبيرا من جميع المحيطين بي، لكن اليقين كان بداخلي إذ أن التدريب له أثر وقيمة كبيرة في حياة الناس، أعمق بكثير وأكثر فائدة من اعتراض المحيطين، كما أنه فرصة لتحقيق حلم خدمة البشرية من خلال تجربتي ورحلتي، هذا زاد شغفي لأكون مثال يحتذى به لكثير من السيدات في الوطن العربي، في مجال ريادة الأعمال، الذي يساعد على فتح جسور من خلالها للوصول إلى الهدف المنشود، حتى اختارني البلوج الكندي انفلونس دايچيست ضمن افضل 15 مدربة حياتية فى برلين.

- كيف أثرت جائحة كورونا عليكِ أثناء تواجدك في ألمانيا؟

كانت من أكبر التحديات هي عدم وجود إقامة في ألمانيا في ذلك الوقت، بسبب أزمة جائحة كورونا، كانت المكاتب الخاصة بالأجانب مغلقة والأوراق عالقة، اضطرت لتغيير محل سكني 5 مرات، العام الماضي، وكانت تلك عوامل لا تحمل استقرار أو اتزان، لكن قررت مواجهة التحديات واشتركت في برامج تدريبية على طراز عالمي للتأهيل النفسي، كمدربة قيادية وحيادية، وكيفية تفعيل ذلك العلم بشكل علمي يتغلب على الصعوبات والتحديات، ومن هنا كانت رحلتي إذ كنت الفتاة العربية الوحيدة في هذه البرامج، وكان شرف كبير لي للتدريب على يد كبار العلماء والأكثر تطورا في المجال، واكون مثل العملة النادرة التي تتطلع لمستقبل مشرق يساعد في خدمة جماهير كبيرة من البشر وتطوير الذات والقدرة على مواجهة التحديات والصعوبات.

- ماذا عن تكريمك من المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة؟.

تلقيت دعوة إن أنا اتكرمت على جهودي في مجال المرأة القيادية، والملفت للأمر، إني الحمد لله كنت من أصغر واحدة اتكرمت على المجهود العلمي وتحقيقي لرؤية المرأة.

كيف جاء اختيارك للفوز بأفضل بحث في بحوث السرطان بألمانيا؟

جاء الاختيار بهذه الجائزة ضمن 8 علماء من أصل ما يقرب من 400 مرشحًا، وجاء ترشحي بسبب مجهوداتي على مدار عدة سنوات في هذا المجال البحثي في مجال الأورام السرطانية التي أثبت من خلالها بوجود تأثير للهرمونات الجنسية لدى المرأة، مثل الأستروجين بين الأعذاء غير الجنسية، في البنكرياس والامعاء، التي تؤثر على الأعضاء في الجهاز الهضمي.