كتب: حنين وليد -
05:52 م | الخميس 11 أغسطس 2022
بإنهاك واضح، تحمل على ذراعها طفلها الذي لم يتجاوز عامه الأول، في محاولة لتهدئته بعد إطعامه، تنظم بيدها اليسرى «بضاعتها» الموضوعة على طاولة كبيرة أمامها في أحد شوارع مدينة نصر، التي اتخذتها أمينة محمد، طوقا للنجاة من أجل الحياة، بعدما تخلى عنها زوجها وتركها مع طفلها، وسط ظروف الحياة القاسية دون ظهرٍ لها.
ضربت السيدة الثلاثينية «أمينة»، المثل والقدوة في العمل والكفاح والحرص على لقمة عيش حلال، تخرج الساعة 2 ظهرا من منزلها حاملة بضاعتها في يد، وابنها في اليد الأخرى لتجلب رزقها، بعد انهيار حياتها الزوجية بسبب الخلافات المتكررة: «ابنى مصطفى عندي بالدنيا كلها، بشتغل علشانه».
«توك، وإكسسوارات، وشنط» تقف بهم «أمينة» لتبيعهم وتعول ابنها الوحيد، حسبما روت لـ«الوطن»: «بقعد في الشارع من الساعة 2 الظهر لحد الساعة 12 بليل، تعبت واتبهدلت لحد ما الزباين في الشارع عرفتني»، بدأ مشروعها الصغير منذ عام بعد أن اقترح عليها أحد أقاربها بتأجير محل لتبيع فيه إلا أن ظروفها المادية لم تساعدها على ذلك.
لم يكن الأمر في البداية سهل على «أمينة» بالخروج للعمل في الشارع، خاصة لأنها المرة الأولى لها في الحياة العملية ما عرضها لبعض المضايقات من المارة: «مشكلة البلدية ديه بتجيلي في الأحلام وأنا نايمة وأني بهرب منهم»، وفقا لقولها.
أمنيات عديدة تدور في ذهن السيدة الثلاثينية في مقدمتها، أن تتمكن من توفير رعاية صحية وتعليمية جيدة لابنها الوحيدة، كما تأمل أن توفر لها الدولة مكانا تسترزق منه بدلاً من الشارع: «خايفة صحتي متستحملش أكمل شغل بعد كده».