رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

ماما

حكاية أم فقدت أطفالها بسبب حريق في سوهاج.. 3 ماتوا قدام عينيها و2 دخلوا العناية

كتب: آية أشرف -

10:02 م | الجمعة 05 أغسطس 2022

صورة الأطفال

لم يمهلها القدر للعيش وسط أبنائها الخمسة، ذريتها التي باتت تحلم بمستقبلهم، وزوجها سندها الوحيد في الدنيا، فبين طرفة عين وانتباهها، تحولت حياة السيدة «كريمة»، 35 عاما، إلى جحيم، بالمعنى الحرفي، بعدما اندلعت النيرات في منزلها بمساكن الأوقاف بحي الكوثر في محافظة سوهاج، ليحترق أبنائها الثلاثة، ويبقى طفلين آخرين بالرعاية بين الحياة والموت.

ظلت الأم، تبكي وتصرخ وتبحث عن المفقودين، وهي تردد أسمائهم ناكرة ما حدث، ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فلم يتحمل الزوج الخبر الذي علم به وهو في عمله، ليصاب بجلطة على الفور، نقل على إثرها إلى مستشفى سوهاج العام، لإذابتها وإسعافه، تاركًا الأم تائهة بدون داعم أو سند، لا تعلم ما حدث، وما سوف يحدث، النيران التهمت العائلة وتركتها وحيدة. 

النيران حاوطتنا ونحن غارقون في النوم

بدموع لا تتوقف، وقلب يعتصره الحزن، ولسان ربما ثقل من الصدمة، لا تدرك ما تقوله، سردت الأم المكلومة المشهد، الذي بدأ بغفوة وهي بأحضان أبنائها، قبل أن تندلع النيران في المنزل: «كنا نايمين في الأوضة أنا والأولاد الخمسة، وصحيت على ريحة دخان شديدة كتمت نفسي، بفتح باب الأوضة لقيت الشقة كتلة نار والدخان والنار دخلوا علينا، ومعرفتش أروح فين ولا أجى منين، وصحيت العيال وفضلنا نصرخ ومش عارفين نروح فين ونيجي منين، الشقة كتل نار، لحد ما أغمى علينا وفوقت بالمستشفى، أدور على عيالي». 

3 أطفال ماتوا و2 بيتعالجوا

مصاب كبير تواجهه الأم، بعدما فقدت أبناءها الثلاثة معا: «أدهم» و«أمنية» و«شاهندة»، بينما ترقد ابنتها الرابعة «هاجر» في عناية الأطفال بمستشفى سوهاج العام، فيما أصيب رضيعها «آدم» تبلغ من العمر عاما واحدا، بحروق.

الأم تصرخ: فين عيالي؟

تصمت الأم قليلًا، خلال حديثها لـ«الوطن»، لتبدأ في البحث عن المفقودين، وهي ناكرة تماما ما حدث: «فين عيالي.. عيالي فين»، ليؤكد عم الأطفال «محمد» أن زوجة أخيه في حالة صدمة: «سرقاها السكينة ومصدومة يا ريتها تصرخ، ومبتقولش غير كده، ومنعرفش سبب الحريق لحد دلوقتي».

محدش يلومها لو هي السبب

بهذه الكلمات تحدثت الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسي، بجامعة الأزهر، عن مرحلة علاج الأم المكلومة، مؤكدة أنها حاليًا في مرحلة الإنكار، التي تنكر فيها ما حدث أمام عينيها، والتي لم ينته بها المطاف إلى هنا، قبل الانتقال لمرحلة التفاوض مع نفسها: «هتفضل تقول كنت أموت أنا، أو أنا عملت إيه، وليه حصل ده، ما كنت أنا وهما لا». 

وتابعت الدكتورة صفاء حمودة، خلال حديثها لـ«هن»: «لسه مرحلة الحزن قبل ما تبدأ تتقبل الوضع، اللي هتحتاج فيه متخصص وطبيب يساعدها، بشرط يكون عندها المرونة النفسية». 

وحول الدعم للأم، أكدت إنه لا ملام عليها، حتى إن كانت تسببت في الأمر بشكل غير مباشر: «لازم ندعمها ونفكرها بنعم ربنا، وإن ربنا اختارهم رحمة ليهم، بدل ما يعيشوا بالتشوهات أو بالتعب والأم، ومنلومش عليها ونقولها حصل إيه، وأنتي عملتي إيه، واتسببتي في إيه». 

الإخطار الأمني وبلاغ الحادث

كان اللواء محمد عبد المنعم الشرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن محافظة سوهاج، تلقى إخطارا من شرطة نجدة سوهاج بوجود حريق داخل إحدى عمارات مساكن وزارة الأوقاف بحي الكوثر بمحافظة سوهاج.

وبالانتقال لموقع الحادث تبين نشوب حريق بشقة سكنية ملك المدعوة «كريمة»، 35 عاما، تقيم بها رفقة أطفالها الخمس وزوجها والذي كان بمقر عمله بتوقيت الحادث، وتم السيطرة على الحريق قبل امتداده إلى الشقق السكنية المجاورة.