أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك 2022، لذا يستعد الجميع للعيد بطقوس مختلفة، من خلال ذبح الأضحية وشراء الملابس الجديدة، وإعداد أشهى الأكلات والوصفات، لكن البعض يرغب في مشاركة ذويهم المتوفين، الذين رحلوا عن حياتهم لذا يفضلون الذهاب إلى قبورهم، لقراءة الفاتحة لهم وتوزيع الأطعمة والنقود، وتتساءل الكثير من السيدات عن حكم زيارة النساء للقبور، في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وهل يختلف الحكم بين الرجال والسيدات.

حكم زيارة القبور للنساء، سؤال ورد من إحدى السيدات لـ دار الإفتاء المصرية، عبر البوابة الإلكترونية الخاصة بها، تتساءل عن حكم الشرع والدين في زيارة النساء للقبور في الأعياد، خاصة عيد الأضحى المبارك.

حكم زيارة القبور للنساء في العيد.. حلال ولا حرام؟

وجاء رد دار الإفتاء المصرية، على السؤال الوارد إليها، بشأن حكم زيارة القبور للنساء، بأنها من أمور الخلاف الشهيرة بين أهل العلم، إذ جاء القول في مذهب الشافعية بالكراهة، لا بالتحريم المطلق، ولا الجواز المطلق، مرجعا سبب الكراهة إلى ما يخشى على المرأة في زيارتها القبور من الجزع وقلة الصبر والتأثر البالغ الذي قد يضرها.

واستشهدت بقول ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإِنَّ فِي زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً»، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ: مَرَّ النبي بِامْرَأَةٍ تَبْكِى عِنْدَ قَبْرٍ فَقَالَ: «اتَّقِى اللهَ وَاصْبِرِي»، قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّى، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، وَلَمْ تَعْرِفْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِي، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِي، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى».

ما حكم زيارة القبور للنساء؟

كما أشارت دار الإفتاء المصرية، فيما يخص حكم زيارة القبور للنساء، بالاستناد إلى قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يُعلِّم النساء والرجال على السواء إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ، نَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ»، كما استشهدوا بقول السيدة عائشة رضي الله عنها أقبلت ذات يوم من المقابر، فقال لها عبد الله بن أبي مُليكة رضي الله عنه: من أين أقبلتِ يا أم المؤمنين؟ قالت: «مِن قبْر أخي عبد الرحمن»، فقال لها: أليس كان نهَى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن زيارة القبور؟ قالت: «نعمْ؛ كان نهَى عن زيارة القبور، ثم أمر بزيارتها»، أخرجه أبو يعلى في مسنده، والحاكم في المستدرك.