كتب: هبة سعيد -
05:16 م | الإثنين 24 يناير 2022
على غرار فيلم «للرجال فقط»، تحدى يوسف سيف الصورة النمطية السائدة في المجتمع عن الكروشية، بأنه يقتصر على الفتيات، وقرر اختراق هذا العالم، ورغم كل التحديات والصعوبات التي واجهته إلا أنه حقق نجاحات في هذا المجال، إذ بدأ خوض التجربة وهو لم يبلغ الـ10 سنوات، حتى أصبح معروفًا لدى الجميع بأعماله المميزة.
«أنا مفكرتش في الشغل، غير لما والدي عمل عمليات في ضهره، عشان أساعده في المصاريف، وأحوش جزء علشان نفسي اطلع والدتي عمرة»، بهذه الكلمات بدأ «يوسف»، ابن منطقة الطالبية في محافظة الجيزة، حديثه لـ«هن»، لافتًا إلى أن معاناة والده الذي كان يعمل سائقًا بإحدى المدارس الحكومية، وما يواجهه من آلام في ظهره، اضطرته لإجراء عمليات جراحية، دفعته في سن التاسعة للبحث عن عمل لمساعدة والده وتخفيف العبء على عاتقه.
بدأ ابن الـ9 سنوات في البحث عن عمل يناسبه، ويتفق مع مواعيد دراسته، حتى أوصلته قدميه إلى أحد المراكز الثقافية، رأى العديد من الأشخاص الموهوبين في الرسم، والأعمال اليدوية، وهو ما جذب انتباهه: «حبيت فن الحرف اليدوية، مقدرتش مشتغلش فيه»، وعلى الفور بدأ الطفل في التعلم ممن حوله، وشراء الأدوات اللازمة، ليصنع أول قبعة من عمل يديه.
لم يجد الطفل الدعم الكافي من الأقرباء والمحيطين به، وهو ما أثر عليه بالسلب في بداية الأمر: «جدتي كل ما تشوفني تقولي ده شغل ستات، شوفلك حاجة للرجالة»، ولكن الطفل لم يتوقف، وذهب إلى أحد المعارض، واصطحب القبعة التي كانت أول عمل يدوي يصنعه، وبدأ بعرضها على الحاضرين ومعرفة آرائهم حتى استطاع بيعها، وهو ما شجعه على إعادة شغفه من جديد.
شرع الطفل في عمل فساتين للأطفال، بالإضافة إلى الكوفيات والقبعات، والألعاب «بعمل ألعاب من القماش»؛ وقرر تسويق منتجاته من خلال إنشاء صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وتفاجأ من ردود فعل رواد السوشيال ميديا الإيجابية: «لقيت الناس بتطلب مني تصاميم معينة، بقيت أعملها، بدأت أعمل سجاد».
سنة تلو أخرى، وهو يحرص على تطوير نفسه لاحتراف فن الكروشيه، وتعتبر صناعة السجاد من أكثر الصناعات التي تأخذ وقتًا، إذ تستغرق أسبوعًا حسب حجمها، ولكن ما زالت حلقة الانتقادات من المقبلين على شراء منتجاته تلاحقه: «بيستغربوا لما يلاقوني أنا اللي عاملها، وبيقولولي إحنا قولنا ست اللي عملاه»، ليرد قائلًا: «الشغل لكل الناس، مفيش حاجة اسمها راجل وست».
وبعد مرور 10 سنوات من الكفاح، التحق الشاب الذي يبلغ من العمر 19 عامًا بأكاديمية الفنون وظل متمسكًا بعمله، «عمري ما هفكر أغير شغلي، أنا بطور من نفسي لأني بحبه، وفي ناس بتشجعني لما تشوف شغلي»، كما يطمح الشاب المكافح في تحقيق أمانيه تجاه والده ووالدته، بالإضافة إلى رغبته في تغيير الصورة النمطية أن الكروشيه للسيدات، لذا يطمح في إنشاء مصنع يضم العديد من الرجال الذين يحبون صنع الكروشيه.