بملامحها المصرية الأصيلة الممتزجة بالتفاؤل والابتسامة الراضية، تستيقظ «الست أمينة» صاحبة الـ49 عاما من منطقة العباسية، في الصباح الباكر دون الاكتراث لبرودة الطقس، وكل ما يهمها إعالة أسرتها بالكامل المكونة من 6 بنات وولدين، ورعاية زوجها القعيد المصاب بالسكر والضغط وقصور في عضلة القلب، بالإضافة لمجموعة من الجلطات تسببت في تيبس قدميه.

قصة كفاح الست أمينة

الست أمينة كما يلقبها الجميع تستيقظ من الصباح الباكر لتبيع الخضار والفاكهة حسب الموسم على «التروسيكل»، وقبل نزولها لسوق العمل تصلي الفجر وتحضر الإفطار لزوجها وتمنحه الأدوية، وبعد ذلك تتولى إحدى الفتيات مهمة رعاية والدها القعيد، لتبدأ «أمينة» رحلة كفاحها التي تنتهي عصرًا وأحيانا بعد المغرب حسب قدرتها.

تروي الست أمينة قصة كفاحها لـ«الوطن» قائلة: «معايا ست بنات وولدين وعندي زوجي قعيد قاعد على كرسي عجل بقاله 7 سنين بخرج كل يوم 8 الصبح عشان أبيع القصب برجع العصر أو المغرب على حسب ما ربنا يكرمني، وببيع القصب وبفلوسه بجيب خضار بطاطس وطماطم وبصل».

5 سنوات عمر الست أمينة على التروسيكل

مرت خمس سنوات منذ بدء أمينة بالعمل على «التروسيكل»، فقبل أن تدهور حالة زوجها الصحية كانت تعمل ببيع الخضار، وتروي تفاصيل تعلمها السواقة على «التروسيكل»: « بناتي الصغيرين هما اللي علموني السواقة، والمكنة بتاعت راجل كبير رجله مقطوعة عطلت عند بيتي، وصعب عليا فقولتله هحملك عليها بط وهوزعه، وبعد فترة قالي زهقت من المكنة وقسطهالي وسددتها باللي بيطلعلي من القصب والخضار».

أسرة أمينة مصدر دعمها الأول

أسرة أمينة هي مصدر الدعم الأول، وبنتها «زينب» في المرحلة الثانوية تفتخر بوالدتها أمام أصدقائها قائلة «أنا ماما عندي بـ 110 رجالة»، وتتابع أمينة: «صحاب بنتي بيحبوني جدا بيقولولي يا طنطن من كتر ما بنحبك بنبقى عايزين نشوفك كل يوم».

أول مرة تعلمت فيها أمينة قيادة «التروسيكل» كانت في المولد النبوي، حينما طلبت من ابنتها أن ترافقها أثناء بيع القصب، وفي تلك اللحظات ظلت أمينة تراقب قيادة ابنتها إلى أن أصبحت ماهرة في قيادته بعذ ذلك.

الابن الأكبر لـ أمينة يبلغ من العمر 27 عاما متزوج، وتطمح بشراء سيارة لابنها الآخر، وتجهيز بناتها، إحداهن مخطوبة والأخرى خطوبتها الأسبوع المقبل.