رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«جسمها تحول لخزان مياه».. الحاجة فوزية تواجه المرض في دار مسنين: نفسي أتعالج

كتب: سمر صالح -

01:36 م | الأحد 16 يناير 2022

الحاجة فوزية عقل

«جسمي بقى خزان مياه لا عارفة أمشي ولا أتنفس» بوجه رسم خطوطه الزمن، ونفس متقطع من أثر المرض، وعين لا تتوقف فيها الدموع، كانت تتحدث العجوز«فوزية» من داخل غرفتها الصغيرة في إحدى دور المسنين بمنطقة إمبابة، نظراتها ثاقبة، لسانها لا يتوقف عن الثرثرة رغم ما تعانيه من آلام، تجلس على كرسي صغير يضيق عليها من ثقل وزنها، لاتفارقه إلا لقضاء حاجتها أو عند النوم، أجبرها المرض على تلك الوضعية تقضي ساعات يومها كله عليها ويأتي النهار وتدور في نفس الدائرة من جديد.

الحياة في دار مسنين

قبل نحو خمس سنوات، استقرت الحاجة «فوزية عقل» داخل إحدى دور المسنين بعد أن اشتد المرض عليها، وعجزت عن خدمة نفسها بالبيت، لم ترغب في أن تثقل على بناتها، فاتخذت قرارا بالعيش في دار للمسنين: «بناتي متجوزين ومش عايزة أضايق حد منهم في بيته ومش بقدر أعيش لوحدي القعدة هنا وسط ناس تخدمني أحسن من الوحدة مع المرض»، تروي السيدة المسنة في بداية حديثها لـ«الوطن»، تفاصيل رحلتها مع مرض السكر والضغط وارتشاح وذبذبة أذنية في عضلة القلب، الذي تسبب في تخزين المياه بجسدها: «جسمي بيخزن المياه ووزني بيتقل كل يوم».

من مهنة التمريض إلى قسوة المرض

أربعون عاما قضتها العجوز السبعينية «فوزية» في تسكين أوجاع المرضى، إذ أفنت شبابها في العمل بمهنة التمريض التي أحبتها، لم تضجر يوما من خدمة أحدهم أو تضميد جراحه، إلا أن علاقتها بالمستفيات باتت ثقيلة على نفسها: «بحتاج أدخل المستشفى كل 15 يوم أسحب المياه من جسمي وأطلع تاني عشان أعرف بس أقوم أدخل الحمام»، دون علاج صحيح لعضلة القلب المتسببة في كل ذلك: «لو اتأخرت في دخول المستشفى كام يوم ممكن أموت فيها والمستشفيات دلوقتي دخولها صعب من بعد أزمة كورونا».

اعتادت أن يمازحها الجميع بالشبه في الملامح وحتى هيئة الجسد بينها وبين الفنانة إحسان القلعاوي، تجاريهم في المزاح لتتناسى أوجاعها: «بيقولولي إني شبه الفنانة إحسان القلعاوي عشان ملامحي شبهها وكمان جسمي هيئتها وبهزر وبضحك عشان أنسى الهم وأعرف أعيش»، بحسب تعبيرها.

تناشد المسؤولين بالعلاج

من حين لآخر يتردد بنات الحاجة فوزية عليها لزيارتها، يلبين مطالبها قدر استطاعتهم، لا يقصرن في السؤال عليها ولا تشكو هي من الوحدة بل تشكو من انتصار المرض على جسدها العليل، تناشد المسؤولين بالنظر إليها«مش عايزة حاجة غير إني أتعالج صح».