شعر المرأة تاجها وزينتها ولكنه أول ما تفقده بعد جلسات العلاج الكيماوي الأولى لمريضات السرطان، لذلك فكرت رشا بهيج في مساعدة السيدات ضحايا المرض الخبيث بطرق تجميلية طبيعية على علاج بهتان البشرة وإنبات الشعر بشكل أسرع وتقليل فترة المعاناة لإعادة ثقتهن في أنفسهن مرة أخرى.

«إنتي لسه جميلة وتقدري»، ليس فقط شعار مبادرة خبيرة التجميل رشا بهيج لدعم مرضى السرطان ولكنه واقع حققته لهن بفكرتها، بمعالجة الشعر والبشرة بوصفات طبيعية خالية من أي كيماويات لتساعد على إنبات الشعر ولتقدم الدعم النفسي ومساعدتهم على تخطي الكيماوي، حتى أنها خاضت دراسة جديدة لتكون جديرة بما تقدمه لهن: «أنا درست الطب البديل عشانهم»، فتستقبل المرضى في الصالون الخاص بها أو تذهب إليهن في الجمعيات الخيرية أو المستشفيات لمساندتهن.

رشا بهيج تروي تفاصيل المبادرة

هدف المبادرة هو الدعم النفسي وتخطي مرحلة العلاج المؤلمة وآثارها المترتبة عليه، فتساعدهن على تقبل الوضع والعلاج بالكيماوي وتشجيعهن بالتغلب عليه بقص شعرهن بنفسهن أو بمساعدة المتخصصين حتى لا يتركن فرصة للندم والحسرة للتملك من أنفسهم: «احنا اللي هنقص شعرنا بنفسنا مش هنسيب المرض هو اللي يخلينا نتحسر على شعرنا».

الضحك والخروج معهن هو أهم ما تقوم به خبيرة التجميل للدعم تلك السيدات، بالإضافة إلى تقديمها البدائل المتنوعة لمن فقدن شعرهن مثل البواريك والتربونات القطن لمن لا تستطيع تحمل الشعر المستعار، فكل ما تملكه هو حيل تجميلية باستخدام وصفات طبيعية لعلاج الندبات وشحوب البشرة، حتى أنها تدرب السيدات علي تطبيق هذه الوصفات في المنزل إذا كانت لا تستطيع الخروج من المنزل: «بنعلمهم إزاي يعملوا كل دا في البيت لو مش قادرين يخرجوا».

حصص تعليمية لأهل المريض

هذه المبادرة بالتعاون مع مؤسسات كبيرة مثل بهية، ومعهد الأورام، وجمعية سحر الحياة، فمرضى السرطان يأتون لها من بلاد مختلفة لتلقي الدعم والعلاج في المركز الذي افتتحته لهن بالأخص، كما أنها تقدم جلسات تعليمية لأهل المريض لتعلمهم كيفية التعامل مع مريضهم، ومساعدته ودعمه، وتشجيعه على عدم الاستسلام واليأس: «بنعلمهم إزاي يتعاملوا معاه وياخدوا بايده، وإزاي توصله فكرة أنه مش معني ان جالك السرطان إنك تستسلم وتنتظر الموت».

نصائح خبيرة التجميل لمرضى السرطان

كما أكدت أهمية الرضا بقضاء الله والاستمتاع بالحياة والخروج والتعامل مع الناس حتى آخر لحظة، وعدم الاستسلام للمرض وانتظار الموت، فعلى الرغم من انتشار المرض بكثرة إلا أن النفسية السليمة لها عامل كبير في محاربته وتخطي مراحله الصعبة، مشيرة إلى أهمية التوعية بالمرض التي تعد جزء كبير في العلاج.