كتب: روان مسعد -
03:18 م | الثلاثاء 11 يناير 2022
في ظل الأحداث التي يشهدها المجتمع المصري من حوادث متلاحقة تتعرض خلالها الأنثى إلى العنف الأسري، أوضحت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أدلة وشواهد من القرآن الكريم والسنة النبوية على حماية المرأة والنساء من العنف، في سبيل تقليل الجرائم الواقعة عليها، كما ردت الإفتاء على من يستندون خطأ لبعض النصوص الدينية لتبرير العنف.
وكتبت دار الإفتاء المصرية، في منشورها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن الشرع أمر الزوج والزوجة بضرورة إحسان عشرة كل منهما إلى الآخر، واختار الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حُسْن معاملتهم لزوجاتهم.
ودللت الإفتاء على قولها بحديث عن النبي، صلى الله عليه وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» (رواه الترمذي)، ودللت كذلك من حديث زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ فقالت عن منهج النبي: «مَا ضَرَبَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئًا قط بيده، ولا امرأةً ولا خادمًا» (أخرجه مسلم).
وردت الإفتاء على استنادُ البعض لـ انتهاك جَسِد المرأة بالضَّرْب الوارد الآية الكريمة: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء: 34]، بأنه «ما هو إلا فَهْمٌ سقيم يخالف المنهج النبوي؛ لأنَّ الآية لا يُقْصَد منها إيذاء الزوجة ولا إهانتها، وهذا يتفق مع ما صَحَّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه نهى عن ضَرْب النساء بقوله: (لاَ تَضْرِبُوا إمَاء الله) ومعلوم أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان أعلم الناس بمقاصد القرآن الكريم وأحكامه».
وأحكام الشريعة الإسلامية وقواعدها تقتضي تحريم العنف الجسدي والنفسي ضد الزوجة، لا سيما وأنَّ الحياة الزوجية مبناها على السكن والمودة والرحمة؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].