رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

زوار «أم الغلام» و«بنت الحسن»: الزيارات ممنوعة والعشق يبلغ منتهاه

كتب: آية المليجى -

02:04 ص | الأربعاء 08 ديسمبر 2021

«سمر» في زيارتها لمقام الفاطمتين

صباح كل يوم جديد يدخل محمد عيسى في حالة روحانية يقرأ سلسلة من الفواتح اتخذها عهداً على نفسه وحفظها عن ظهر قلب، أمام مقامي السيدة فاطمة أم الغلام والسيدة فاطمة بنت الحسن، حيث محل عمله ببيع السبح في واجهة الضريحين المجاورين لمسجد الحسين، في حارة قصر الشوق تحت الأرض، حيث ينزل إليه الزوار بسلالم ضيقة حين كانت الزيارة مسموحاً بها.

«قبل ما أفتح المحل لازم أقف أسلّم عليهم وأقول الأوراد بتاعتي»، هكذا يستقبل محمد عيسى يومه، منذ تملك محله الجديد في بيع السبح قبل فترة، أمام الضريحين، فحب آل البيت استقر في قلب الرجل الستيني وازداد تعلقه بهم كلما تقدم في العمر، ودائماً يجري جولة على مساجدهم، والآن أصبح مجاوراً لمقامي الفاطمتين، متابعاً: «دي بركة ليا إني أكون جار ليهم».

«محمد»: لازم أسلِّم عليهم كل يوم وأقول الأوراد بتاعتى

ورغم غلق الضريح، ما زال «عيسى» ملتزماً بعادته الصباحية بالدعاء أمامهم، وقال: «لازم أبدأ يومى من عندهم وأدعو باللى ييجى على بالى.. ولو ما عملتش كده بحس إن ناقصنى حاجة طول اليوم، والناس لسَّه بتيجى تقف على بابهم وهو مقفول.. بييجوا يرموا حمولهم».

«سمر»: بازورهم كل ثلاثاء وأوزع النفحة

وعلى نفس الدرب والعهد ما زالت سمر أحمد تقوم بجولتها المعتادة على أولياء الله الصالحين، كل ثلاثاء، تبدأها من الحسين مروراً بمقامى السيدة فاطمة أم الغلام وفاطمة بنت الحسن وغيرهما من مقامات آل البيت، توزع النفحة المعهودة وتقرأ الأوراد التى حفظتها منذ سنوات، فهى ابنة إحدى الطرق الصوفية، وقالت: «لازم آجى كل تلات وأقرأ الفاتحة لسيدنا النبى وسيدنا الحسين وأوزع اللى ربنا يقدرنى عليه من نفحة، وهمّا من نسل سيدنا النبى.. يبقى إزاى ما نزورهمش دايماً».

فمنذ سنوات اعتادت السيدة الثلاثينية القيام بجولتها الأقرب لقلبها، بصحبة والديها، وأضافت: «بنلف على أولياء الله وبنحس بقرب من ربنا وحالة روحانيات لما نوزع النفحة ونكون فى زيارتهم حتى والباب مقفول».

«أبوالعيون»: روايات حول هوية الفاطمتين.. والمثبت وجود لافتة تؤرخ رحلة قدوم رأس «الحسين» إلى مصر

روايات كثيرة ومتعددة حول هوية الفاطمتين المجاورتين للحسين، وهذا تحدث عنه محمد أبوالعيون، الباحث فى الفكر الإسلامى ومتخصص فى التراث وشئون الأزهر، لـ«الوطن»، قائلاً إن الضريح عبارة عن غرفتين صغيرتين، وداخل إحدى الغرفتين توجد لافتة كبيرة تؤرخ لرحلة قدوم رأس الإمام الحسين إلى مصر، وفى الغرفة الثانية دفنت السيدة فاطمة أم الغلام، ولا وجود لجثمان السيدة فاطمة بنت الحسن، كما يعتقد الكثيرون.

وتتعدد الروايات حول السيدة فاطمة أم الغلام الموجودة داخل الضريح، وأشهرها أنها إحدى زوجات الإمام الحسين، وأنجبت منه الإمام على الأصغر الملقب بـ«على زين العابدين»، وهى إحدى بنات كسرى ملك الفرس وكان اسمها «شهربانو جهان شاه بنت يزدجرد»، وبعد اعتناقها الإسلام سميت فاطمة، لكنها رواية خاطئة، لأن مدينة القاهرة أسست عام 358 هجرياً، والإمام الحسين استشهد فى العام 60 هجرياً، وحسب الباحث فى الفكر الإسلامى فإنه من المستحيل أن تظل إحدى زوجاته على قيد الحياة 300 عام.

الرواية الأخرى تقول إن السيدة فاطمة أم الغلام، المدفونة فى هذا الضريح، هى إحدى حفيدات الرسول صلى الله عليه وسلم، وجاءت إلى مصر عام 60 هجرية مع السيدة زينب بنت الإمام على، عقب معركة كربلاء واشتهرت باسم «أم الغلام»، لأنها حمت رأس الإمام الحسين، مع السيدة زينب عقب المعركة بعدما تم نقلهما إلى دمشق مقر الدولة الأموية، وهى من الروايات الخاطئة، وفقاً لـ«أبوالعيون».

وأصح الروايات تقول إن السيدة فاطمة أم الغلام هى إحدى حفيدات الرسول صلى الله عليه وسلم، اللاتى عشن فى مصر عقب القرن الرابع الهجرى، وظلت مقيمة فى نفس المكان الموجود فيه ضريحها اليوم، واشتهرت بين المصريين بـ«طبيبة بنى هاشم»، وهو نفس لقب السيدة حورية بنت الإمام الحسين، وتوافد إليها الناس فى حياتها طلباً للبركة والشفاء، ومحبة فى رسول الله، حسب الباحث فى الفكر الإسلامى.

وقال «أبوالعيون» إن السيدة فاطمة بنت الحسن من الثابت تاريخياً أنها مدفونة فى المدينة المنورة وتحديداً فى البقيع، بجوار والدها الإمام الحسن، وزوجها الإمام على زين العابدين بن الإمام الحسين، لأنها توفيت عام 117 هجرياً، ومدينة القاهرة تأسست عام 358 هجرياً، لذا وجود جثمانها فى القاهرة أمر مستبعد، مضيفاً أن الكثيرين يعتقدون بوجود جثمانها داخل الضريح، لكنها رواية خاطئة تتنافى مع الوقائع التاريخية، ومن المعروف عن السيدة فاطمة بنت الحسن أنها من فُضليات سيدات نساء بيت النبوة، وشهد لها بعلو المرتبة من الجلال والعلم والورع والتقوى، وأنها الصديقة التى لم تدرك فى آل الحسن امرأة مثلها، وحضرت، وهى فى سن صغيرة معركة كربلاء التى استشهد فيها الإمام الحسين وبقية آل البيت ومن معهم، ثم عادت مع عمتها السيدة زينب بنت الإمام على، إلى المدينة المنورة وبقيت هناك حتى تزوجت من ابن عمها الإمام على زين العابدين.