كتب: منة الصياد -
04:26 ص | الثلاثاء 07 ديسمبر 2021
عاشت فترة حملها بصورة طبيعية، كانت تستعد لاستقبال أول فرحة لها بعد تسعة أشهر من الحمل الطبيعي بشهادة الأطباء الذين كانوا يعملون على متابعة حالتها، إلى أن جاءت المفاجأة التي لم تتوقعها ماريت إسحق، صاحبة الـ29 عامًا، والتي قلبت حياتها رأسًا على عقب، بعد إنجاب طفلتها الأولى روجيندا، والتي كانت سببًا في التغير التام بشخصية الأم، إذ باتت ملهمة لغيرها من الأمهات خلال تلك الآونة.
خلال فترة الحمل ومع المتابعة المستمرة كحال أي أم خلال تلك الآونة، تم إخبار الأم العشرينية بأن ابنتها تتمتع بصحة جيدة، وستولد بشكل طبيعي، لكن بعد لحظة الولادة تعرضت «ماريت» لصدمة بالغة، إذ ولدت طفلتها بالعديد من العيوب الخلقية الظاهرة، «ولدت واتفاجئت بكل العيوب الخلقية الظاهرية، بوجود تشوه خارجي بالأذن، وشفة أرنبية، وشق في سقف الحلق، إلى جانب ضمور بالعين اليسرى، وانحناء في العمود الفقري».
ولادة الطفلة كانت بداية رحلة معاناة للأسرة الصغيرة، نظرًا لخضوعها إلى عشرات العمليات الجراحية، «ماكنتش بعرف أشيلها ولا أرضعها زي أي أم، لأنها كانت بترضع بأنبوب خاص بالشفاة، وكنا منتظرين أول فترة وفاتها في أي لحظة حسب كلام الأطباء، لكنها عاشت لحد ما تمت 3 شهور، ومن هنا كان رأي الأطباء إننا نبدأ في علاجها».. حسب حديث الأم العشرينية لـ«هن».
بالذهاب إلى عمليات التجميل بدأت رحلة «ماريت» وزوجها في علاج ابنتهما «روجيندا»، التي كانت تحمل إعاقات جسدية فقط لا عقلية، وسرعان ما تم خضوع الصغيرة لعملية تجميل بالشفاه، ما سبب لها العديد من المشكلات القلبية، «في الوقت ده فضل يغمى عليها وتجيلها نوبات قلبية، قبل ما يقبلوا حالتها في مركز دكتور مجدي يعقوب بأسوان، عشان ندخل في العملية التانية لقلبها».
4 سنوات كاملة عاشت خلالها «روجيندا» وهي تصارع الآلام المختلفة، في التنقل ما بين المستشفيات داخل وخارج البلاد، إذ أنها أجرت 14 عملية جراحية، وعند بلوغها العام الرابع حدثت المعجزة الإلهية بتحسن صحتها بنسبة بلغت الـ95% وفق تصريحات الأطباء، ومن هنا بدأت حالتها في الاستقرار، وبدأت الأسرة في معرفة سر الراحة على مدار عام كامل حتى بلغت الصغيرة عامها الخامس.
مرحلة جديدة غير متوقعة سطرها القدر للأسرة الصغيرة، فعلى الرغم من طمأنتهم بعض الشيء نحو حالة صغيرتهما على مدار عام كامل، إلا أنها جاءت الفاجعة بوفاة «روجيندا»، «ماتت وهي بصحة كويسة».
لم تستسلم الأم العشرينية لآلام تلك التجربة المريرة طويلًا، إذ أنها سرعان ما قررت أخذها دافعًا قويًا لمساندة غيرها من الأمهات من يواجهن مثل تلك المشكلات الصحية مع أطفالهم، وكيفية تقديم الدعم اللازم لهن، بتقديم النصائح وكيفية التعامل الصحيح مع أبنائهن وذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي، «مع الوقت بقيت بشكر ربنا أنه استخدمني أكون سبب دعم لكل شخص وطفل مريض، وأقدر أفيد الأمهات دي بخبرتي، وبقيت عايزة أخدم أي طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة».