رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

حكاية 20 سنة قضتها ياسمين مع التوحد: «لسة فاكرة البنات وهما بيشدولي شعري»

كتب: آية أشرف -

07:15 ص | الجمعة 03 ديسمبر 2021

ياسمين ووالدها

20 عامًا فقط، هو عمر ياسمين عبدالله، من ضواحي القاهرة، التي وُلدت بسمات التوحد، عاشت معه وبه، تخشى النور، والأصوات العالية، تتجنب الأشخاص، لاتميل سوى للقطط، والأطفال الصغيرة، تبتعد عن العالم ومن حولها، وتتخذ من حجرتها عالمها الخاص، حتى تبدل بها الأمر بفضل حُبها للرسم، التي باتت تتقن فن الكاريكاتير الملون، باستخدام برامج الكمبيوتر المتعددة، ترسم الملامح التي تتذكرها، والأشخاص الذين تفضلهم، والأشياء المحببة لقلبها. 

ياسمين عبدالله، التي حصلت على شهادة دبلوم التجارة، عقب معاناة مع الدراسة تخللها الكثير من العنف والتنمر، لايد لها من الهروب منهما سوى بالرسم وربما البكاء على حالها، حتى أصبحت في عزلة عن الجميع. 

والدة ياسمين: الموضوع معاها بدأ من يوم ما اتولدت

تفاصيل قاسية لم تمر مرور الكرام على السيدة أشجان، والدة «ياسمين» مؤكدة أنها وُلدت بسمات التوحد، فكان انعزالها ووحدتها وخوفها من الجميع، وقلة الكلام سببًا في الشك بحالتها الصحية: «من لحظة ما اتولدت مكنتش بتعيط كتير زى الأطفال، ولا بتصحى ترضع كتير، معظم الوقت ساكتة وهادية، اتاخرت فى التسنين والمشى والكلام، حتى نمو الشعر، تسيبنا وتفضل فى الضلمة ومتخافش من أي حاجة، لحد مابدأنا نكشف».

صدمة تلقتها الأم عقب الكشف على الابنة التي أكد الأطباء أنها تعاني من سمات التوحد: «مكنتش عارفة أعمل إيه، كنت خايفة عليها، لكن هي كانت بتفضل الوحدة، ومتتكلمش، لما بتحتاج تقولى حاجة بتبعتلى رسالة لحد دلوقتي». 

رحلة مدرسية مليئة بالتنمر

لم تهمل «أشجان» تعليم ابنتها الذي بدأ من المنزل على يد والدتها، قبل المدرسة وحتى الحصول على دبلوم التجارة في النهاية: «قالولي وديها حضانة عشان تتكلم ودربتها وكنت بسيبها وهى بصالي بصة والدموع في عنيها، ولما اروح الحضانة ألاقيها لوحدها بتلعب بسألهم عنها يقولولي فضلت تعيط وبتلعب لوحدها، فبقيت أنا اهتم بيها بدل الحضانة».   

رحلة مليئة بالعنف والتنمر قضتها «ياسمين» خلال المدرسة، مع التلاميذ، وفقًا لما أكدته الأم لـ «هُن»:«أصعب المواقف اللي عدت عليها وهي في السنة السادسة، في المدرسة،  فى يوم لقيتها بتقولي البنات بيشدو شعرها ويطلعو لسانهم ليها ولحد دلوقتي تفتكر الموقف وتعدي رغم مرور السنين، دايمًا تفتكر البنات اللى اتنمرو عليها في الابتدائي وتكتب بوستات تقول عمري ما هنسى ده». 

بتحب الأطفال والقطط وبتدعي على نفسها بسببهم 

على الرغم من عزلتها عن الأشخاص، إلا أن حبها الشديد للأطفال الصغيرة والقطط لاينتهي، حتى اتخذتهم أصدقاء لها: «بتحب القطط جدًا، والأطفال الصغيرين، مرة بعتتلي قالتلي فكرت انتحر عشان مرات عمها بتضرب ابنها الصغير كتير، ولما والدها جابلها قطة عشان عارف أنها بتحب القطط وأنا مش بحبهم شافتنى زعقت معاه، راحت بعتتلى رسالة تقولي أنا اسفة مش عارفة أفرح ولا أزعل أنا السبب فى ده كله وقررت أنها مش عاوزة القطة خلاص». 

 

 بترسم من وهي في الابتدائي     

  لم يقف التوحد عقبة أمام ياسمين، التي قررت احتراف رسم الكاريكاتير داخل عزلتها، باستخدام جهاز الكمبيوتر، منذ أن كانت بالمرحلة الابتدائية: «كانت بترسمني أنا ووالدها وأخواتها شكل كاريكاتيري، من وهي في ابتدائي، بتمسك الماوس زي القلم وترسم بيه، مكانتش بتعرف تتحكم بيه أوى في الأول، لكن واحدة واحدة الموضوع بقى بدقة»، متابعة: «جبتلها تابلت تاتش بالقلم عشان تنمي رسوماتها». 

وشجعت الأم فكرة الاحتفاء باليوم العالمي لذوي الهمم، مؤكدة أن الأمهات هن الجنود المجهولة في حياة أبنائهن، وعليهن حمايتهم من التنمر والأذى النفسي.