رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«المعلمة آية» طفلة تمتهن جزارة اللحوم في صعيد مصر: «حلمها تلتحق بكلية الشرطة»

كتب: أحمد مباشر -

08:44 م | الثلاثاء 26 أكتوبر 2021

آية خلال عملها بالمحل

آية هلال، أول طفلة قررت أن تمتهن الجزارة بمركز طهطا في محافظة سوهاج، بجنوب صعيد مصر، لتكون بذلك أصغر جزارة لحوم في قريتها، الذي يسوده عادات وتقاليد متحفظة تحظر عمل المرأة على وجه العموم، إلا أن آية بشجاعتها الفائقة، رغم نحافة جسمها، أمسكت في يدها سكين حاد، في مواجهة حيوان يزيد عن عشرة أضعاف وزنها، فتذبحه وتسقطه أرضًا، لتكون بذلك أول فتاة تكسر القيود التي تواجه النساء في الصعيد، وتمتهن أصعب المهن، لتصبح «آية» أصغر جزارة في مصر.

 

«آية» تعلمت الجزارة وأصبحت «معلمة»

ولدت آيه هلال، طالبة بالفصل الثالث الإعدادى، 15عامًا، في أسرة تعمل بمهنة الجزارة عن أجدادها، وعلى الرغم من أنه لم تسبقها أي من نساء العائلة في العمل بهذه المهنة، إلا أنها أحبتها منذ نعومة أظافرها وقررت العمل بها، وتمكنت من التغلب على صعوبات المهنة، إذ الآلات الحادة وصعوبة مواجهة المواشي والأوزان الثقيلة، حتى أطلق عليها أهل القرية لقب «المعلمة».

الفتاة الصغيرة حلت مكان الولد لأبيها

والد الطالبة «آية» لم يُرزق بالذكور، فحلت الفتاة محل الولد فهي البنت الأكبر لأخت أصغر منها، لتكن عونًا لوالدها وتساعده في مهنتة، فمنذ نعومة أظافرها وهي في عمر الثمانية أعوام كان يوقظها والدها وجدها في الساعة الرابعة فجرًا للذهاب معهم إلى المدبح، في البدية تغلبت عليها مشاعر الأنثى والخوف من الدماء والمواشي الضخمة، ولكنها تعلمت في كل يوم تذهب معهم أمر جديد يمكنها التخلص من الخوف، حتى أصبحت لا تهاب أى شيء حسب حديث «آيه» مع الوطن.

 

الزبائن أحبت بيع «آية»

ومرت العديد من السنوات وتستمر «آية» بمساعدة والدها حتى تعلمت أمور المهنة، إلا أنها أدارت المحل بالكامل في يوم ما وحدها بدون مساعدة الأب لذهابه لاستخراج بعض الأوراق من المدينة، ليتفاجأ بعد عودته بإقبال شديد من الزبائن على المحل لشراء اللحم من ابنته، ومن هنا أصبحت الفتاة تعمل بالجزارة بمفردها وتقطع اللحوم وتبيعها للزبائن، وأصبح والدها يعتمد عليها بشكل كبير.

طموحات طالبة الإعدادي

أحلام الفتاة الصغيرة وطموحها تشبه شخصيتها القوية وجرأتها، إذ تريد أن تكمل تعليمها حتى الالتحاق بكلية الشرطة، أو تنضم لصفوف رجال الأمن بأي شكل من الأشكال، على الرغم من إدراكها مخاطر هذه المهنة، أو تستمر في الجزارة وتطور المهنة في حالة عدم تحقيق حلمها الأول، وذلك بتشغيل المحل بآلات حديثة لتقطيع اللحوم وتغليفها، لتصبح أكثر نظافة وأمان عن الشكل التقليدي في بيعها.