كتب: روان مسعد -
03:33 م | الأربعاء 20 أكتوبر 2021
لم تعبأ «رانيا يوسف» البالغة من العمر 35 عاما، بكونها السيدة الوحيدة التي تجلس في سوق بيع السمك بمركز فوة في كفر الشيخ، لكنها وضعت عبء ومسؤولية ابنتها «سهر» على عاتقها، لا تفكر في أي شيء سواها، حتى استطاعت على مدار سنوات من العمر، أن تجعل من صغيرتها بطلة رياضية في لعبة الكاراتيه، تفخر بها ولا تريد من الدنيا إلا توفير حياة كريمة لها.
حادث أليم تعرض له زوج رانيا يوسف، كان بداية انطلاقها إلى سوق العمل، إذ اضطر رب الأسرة إلى تركيب شرائح ومسامير، تسببت في جلوسة دون حركة لسنوات طويلة، لتخوض «أم سهر» رحلة كفاح بدأت من داخل عيادة طبيب، لكن طول مواعيد العمل، وضعف الأجر، بالإضافة إلى تحكمات الطبيب، والتدخل في حياتها، والمعاملة السيئة، دفعها لقرار الانتقال للعمل في شوي السمك.
تحكي رانيا، في تصريحات لـ«هن»، تفاصيل اضطرارها للعمل على شواية السمك: «حبيت أساعد زوجي، عشان البيت لازم يقف على رجله من تاني، ولازم أعلم بنتي وأربيها، دورت على مشروع خاص بيا، ومايكونش في تحكمات وكده».
بدأت «أم سهر» مسيرتها عملها المستقل من داخل بيتها، بفرن وأنبوبة بوتاجاز، قبل أن تتمكن من شراء الشواية الحالية للسمك: «بقالي 7 سنين في حلقة السمك هنا في فوة كفر الشيخ، شغالة لوحدي على الشواية محدش بيساعدني».
عمل رانيا يوسف، ينحصر في تنظيف السمك ثم شويه، لكنها لا تبيع الأسماك، فضلا عن كونها السيدة الوحيدة التي تقوم بهذا العمل في حلقة السمك: «مكان الشواية أنا مأجراه، مكان صغير جدا واخد الشواية بس، أنا الست الوحيدة هنا اللى بشوي وبنضف السمك».
عملها لمدة 7 سنوات في السمك، رغم حصولها على شهادة متوسطة، هي دبلوم التجارة، مكنها من تعليم ابنتها «سهر» التي تدرس في الصف الثالث الإعدادي، وكذلك صنعت منها بطلة رياضية في لعبة «الكاراتيه»، إذ حصدت المركز الخامس على مستوى المحافظة، والسابع على القطاعات.