رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

كابوس «ياسمين».. مأساة شابة وزع زوجها صورها بقريتها وأنكر نسب ابنتها

كتب: هبة سعيد -

02:33 ص | السبت 16 أكتوبر 2021

ياسمين إبراهيم وزوجها

مثل كل فتاة منذ صغرها، تحلم بارتداء الفستان الأبيض، وأن تزف عروسًا مع شريك حياتها، لتبني معه أسرة صغيرة يملؤها الحب والدفء، وأن يهبها الله طفلا تضعه بين أحضانها هي وزوجها، حريصًة أن لا يحدث مع طفلها مثلما حدث معها، لكنها تفاجأ بإفساد ثمار زواجها، من خلال نشر صورها المنزلية الخاصة، وإنكارها هي وابنتها، وتعرضها لـ العنف الأسري.

ياسمين مجهولة النسب

تبلغ ياسمين إبراهيم، من العمر 20 عامًا، مقيمة في قرية طناح التابعة لمحافظة الدقهلية، تزوجت منذ عامين، وأكرمها الله بـ«جويرية»، عمرها سنة و3 أشهر،عاشت حياة مأسوية في طفولتها، بحسب حديثها لـ«هن»: «أنا بنت مجهولة النسب، بس عايشة مع أهلي اللي ربوني، تبع كفالة طفل، ودول عوض ربنا ليا في حياتى كلها»، حياة الفتاة مع أسرتها البديلة مستقرة، فلم تشعر لحظة بأنها ليست ابنتهما، تمارس مختلف الأنشطة وحصلت على حقها في التعليم.

تعيش ياسمين، مع 3 أخوات من الأب والأم البديلين، كبرت وتربت بين أكنافهم منذ ولادتها، وفي أحد الأيام خرجت من منزلها لقضاء مشوار، لتراها سيدة وتقطع سيرها، متسائلة: «أنت بنت مين يا بنت يا حلوة؟»، لتجيبها الفتاة، قبل أن تفاجأ بعد عودتها لمنزلها، بطلب تلك السيدة يدها، لابنها محمد: «أهلي مكانوش موافقين، أنا وافقت لما عرفت إني هتجوز في القاهرة».

قصة زواج ياسمين من محمد

مواجهات طويلة وخلافات واجهتها «ياسمين»، مع أهلها، لإقناعهم برغبتها في الموافقة على الزواج، لتتم خطبتها في سن 17 عامًا: «عملنا خطوبة على الضيق، لأنه كان في الأردن، وخالته لبستني الدبلة، وأجلوا الشبكة لما ييجي من السفر»، انتقلت الصبية، إلى حياة أخرى، في وقت لم تكن واعية، لكل ما تفعله أو يفرض عليها من خطيبها، وتجيبه دومًا بـ«نعم، وحاضر».

وتمر الأيام ليلة تلو أخرى، إذ يجتمع الأهل لتحديد عقد قرانهما، وتبدأ «ياسمين» في تجهيزاتها ليوم عمرها، الذي باتت تحلم به، لتفاجأ بأنها مكلفة هي وأهلها بكل ما يشمله الفرح من قاعة وفستان، وكل ما تحتاجه العروس في ترتيبات فرحها، فتقوم والدتها البديلة بتجهيزات الفرح كاملة، إذ تقول السيدة: «مكنتش عايزة أقصر مع ياسمين في أي حاجة، أنا تفكيري في إنها تكون مبسوطة، مكنتش أعرف إن حد هيستغل كده، وييجي عليها».

وفي يوم 4 أكتوبر 2019، زُفت «ياسمين» عروسا إلى بيت زوجها في القاهرة، لتبدأ حياتها الجديدة، وتحاول أن تعيشها كما كانت تحلم، لكن التصورات الوردية لعش الزوجية، انهارت وعاشت أياما لم تكن تتوقع مرارتها.

عنف بعد الزواج

أيام صعبة عاشتها «ياسمين»، بسبب عنف زوجها، تعرضت للضرب والإهانة بشكل مستمر منذ ليلتها الأولى، لا أحد يقف بجانبها من أهل زوجها، يشجعوه على إهانتها بشكل أكبر، ولا يكتفون بذلك فقط، بل زرعت والدته الشك بداخله تجاه الزوجة المسكينة، لينجح التحريض في إنهاء حياتها الزوجية: «أنا كان ممكن أستحمل أي حاجة منه، إلا اللي حصلي من أهله، ده خلاني مبقتش عايزة أكمل»، لتعود الفتاة غاضبة إلى منزل أسرتها، ينتابها شعور الإحباط والكسرة، وترفض الرجوع إلى تلك الحياة مرة أخرى، وتقرر استكمال دراستها في كلية الخدمة الاجتماعية.

كسروا عيني بصوري

ذات يوم تفاجأت «ياسمين»، بصورها الخاصة منشورة على مواقع التواصل الإجتماعي، وعلى هاتف كل شخص في البلد: «هو ومامته وأخته، كانوا بيهددوني بصوري اللي في بيتي، ووزعوها على البلد كلها»، تدمرت حالة الفتاة النفسية بشكل كامل بسبب ما يحدث معها، حتى أصبحت تفكر في الانتحار، قبل أن تذهب إلى أخصائي نفسي.

تحاول «ياسمين» التعافي النفسي، بالتزامن مع اتخاذ الإجراءات القانونية لحل مشكلتها، إذ ذهبت لتقديم بلاغ رسمي ضد زوجها وأسرته في مباحث الإنترنت، لتسترد حقها أمام نفسها، وأمام الناس: «سافر أول ما عرف إني عملت بلاغ، وأنكر أن هو اللي وزع صوري، وقال حد بعتهمله، وقتها اتكسرت وتعبت جدًا وأنا حامل»، لكن خاضت الفتاة رحلة أخرى بين محاكم الأسرة للانفصال عنه، واسترداد حقوقها، لكنها تفاجأ بقضية إنكار نسب: «قال إني مش حامل منه»، بخلاف رفع قضية بطلان عقد زواج: «بينكر أنه اتجوزني».

محكمة الأسرة هي الوسيط لاسترداد حقوق «ياسمين»، حيث تظل كما هي ترتاد المحكمة محاولة أن تأخذ ما أودعته فقط: «هما أذوني علشان محدش هيقف في ضهري، أنا مش عايزة حاجة غير حاجتي اللي اتجوزت بيها، وحقوق بنتي، ويسيبوني في حالي».

كابوس ونصيحة

وتنصح «ياسمين»، الفتيات بالحرص على أنفسهن، وعدم إرسال صورا خاصة بهن لأي شخص في حياتهن: «أنا اتأكدت أن مفيش أي حد له أمان، أنا اتأذيت من جوزي»، مضيفة: «أتمنى أخلص من الكابوس وأطلق وأخد حقوقي، ومش عايزة حد يمر باللي أنا مريت بيه».