رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

فتاوى المرأة

مفاجأة من «الإفتاء» بشأن جريمة التحرش الجنسي: أشد جرمًا من الزنا

كتب: منة الصياد -

10:20 ص | الخميس 30 سبتمبر 2021

التحرش الجنسي

التحرش الجنسي فعل مشين يتعرض إليه الكثير من الضحايا، ما بين السيدات والفتيات والأطفال، وحتى الشباب والرجال في بعض الأحيان، ما يثير حالات شديدة من الجدل والذعر، داخل النفوس جراء التعرض لهذا الفعل المشين خلال أي موقف في مختلفة الأماكن.

سيدة تشكو من التحرش بها

ومؤخرًا، وصلت شكوى من مواطنة مصرية، إلى المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، بخصوص تعرضها إلى واقعة تحرش دنيئة، ما دفع المنظمة لمناشدة دار الإفتاء، بما لها مِن مكانة عظيمة لدى الشعب المصري، للعملَ على وقف هذه الظاهرة، وإصدار فتوى تخص تلك الجريمة، وتأثيرها على المجتمع، والعقاب في الدنيا والآخرة، لِمَن يقوم بالإتيان بتلك الأفعال.

الإفتاء تعلق على جريمة التحرش الجنسي

علق الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عبر البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء المصرية، مؤكدا أن الدين الإسلامي حرص كل الحرص على المحافظة على كرامة الإنسان وعرضه، وجعل ذلك من المقاصد الكلية العليا، التي جاءت الشريعة بتحقيقها، وهي: حفظ النفس والعرض والعقل والمال والدين، وهي مقاصد جاءت بالمحافظة عليها كل الشرائع السماوية.

وتابع بالتأكيد على أنه من عظمة الشريعة، أنها ارتقت بتلك المقاصد من رتبة الحقوق إلى رتبة الواجبات، فلم تكتف بجعلها حقوقًا للإنسان، حتى أوجبت عليه اتخاذ وسائل الحفاظ عليها، ثم جعلتها مقدمة على حقوق الله المحضة؛ فتقرر في قواعدها أن حقوق الله مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المُشَاحَّة، فلا يبرأ الإنسان من عهدتها حتى يؤدي الحقوق لأصحابها.

وشدد مفتي الجمهورية، على أن الشريعة جعلت انتهاك الحرمات والأعراض من كبائر الذنوب، ومن ذلك جريمة «التحرش»، موضخا أن لفظ «التحرشُ» يُطلَق عرفًا على الأفعال والأقوال ذات الطابع الجنسي التي يُتَعرَّض بها للغير.

وأكد علام، أن الشرع الشريف قد عظَّم من انتهاك الحرمات والأعراض، وقبَّح ذلك ونفَّر منه، وشدَّد الوطأة والعذاب على مرتكبيه، ونوَّه إلى عظم شأن الحرمات وكبير وزنها عند الله تعالى من أجل تعلقها بحقوق العباد؛ فأخرج الإمام البخاري في «صحيحه»، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطب الناس يوم النحر، فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قالوا: يوم حرام، قال: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قالوا: بلد حرام، قال: «فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟» قالوا: شهر حرام، قال: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا»، فأعادها مرارًا، ثم رفع رأسه فقال: «اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ»، قال ابن عباس رضي الله عنهما: فوالذي نفسي بيده، إنها لوصيته إلى أمته: «فليبلغ الشاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض».

التحرش الجنسي والربا

وأشار مفتي الديار المصرية، إلى أنه قد جاء الشرع بتحريم جريمة الزنا، وأنها من الكبائر، وهذا صادق على ما كان بالتراضي، غير أنه إذا كان من غير رضًا فإنه أشد جرمًا وأعظم إثمًا وبغيًا؛ حتى جعلت الشريعة هذا الفعل الدنيء أشد من الزنا الذي يمارسه الطرفان برضاهما، فوصفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأحاديث النبوية الشريفة بأنه «أربى الربا».

وقال علام: من المقرر شرعًا أن الربا كبيرة من كبائر الذنوب، وأنها من «السبع الموبقات» التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقَرَنها بالشرك والقتل والزنا والقذف؛ فقال فيما أخرجه الإمامان البخاري ومسلم في «صحيحيهما» عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ»، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ».

واختتم مفتي الديار المصرية: قد جاءت الأحاديث الشريفة بوصف التحرش الجنسي بالربا، بل بأنه «أربى الربا»، وهذا يقتضي أنه أشد جرمًا من الزنا الذي لا تحرش فيه.