كتب: محمد أباظة -
12:35 ص | الجمعة 24 سبتمبر 2021
بالشنيور والشاكوش والمعداث الرجالية الثقيلة، تقف الأسطى «مروة عبد الواحد»، على السلم تدق على الحوائط لتركب الستائر، وتقطع الأخشاب بالمنشار وتطلي الأجزاء الظاهرة منها، بينما يظهر لها أصحاب الشقق التي تركب ديكوراتها في ذهول لتلك السيدة التي تمثل في عملها «100 راجل».
منذ نحو 25 عامًا بدأت «مروة» المقيمة في قرية الشعراء التابعة لمركز ومحافظة دمياط في العمل الحرفي، إذ هوت الديكورات وتعلمت حرفته بنفسها، بحسب حديثها لـ«الوطن»، وعلى الرغم من أن ظروف والدها منعتها من استكمال دراستها وتوقفها عند المرحلة الابتدائية، إلا أنها بعد ذلك حصلت على الدبلوم الفني من فصول محو الأمية، كما تستعد لعمل معادلة لدراسة هندسة الديكور.
مهام 10 أفراد في مهنة الديكورات والنجارة والستائر تقوم بها «مروة» بمفردها، بحسبها: «بعمل شغل النجارة كله وبقفل العلب وأرش وأدهن شغلي وأنجد وأقص خشبي»، إذ تستعمل «الأم لطفل» المعدات الثقيلة التي قد لا يجيد بعض الرجال التعامل معها «شنيور، شاكوش، منشار، ماكينة الأرتيك، والكومبريسور»، كما تقف على السلم لتركيب الستائر وإتمام عملها الشاق.
بدأت «مروة» في التعلم بالتنقل بين ورش دمياط: «كل أسبوع اشتغل في ورشة أخد منها الخبرة والحاجة المميزة فيها»، إلا أن بدأت العمل وحدها من غرفة داخل منزلها خصصتها للعمل، لافتة إلى أن العمل كان غير مٌربح في البداية، ولاقت بعض الإحباطات لأنه عمل رجالي، حتى أصبحت بعض 4 سنوات صاحبة ورشة ومكتب ومشغل خاص بها.
«الراجل مش زيادة عني إيد»، هكذا عبرت «مروة» عن إرادتها في عملها الشاق والتي تحبه منذ صغرها، لافتة إلى أنها في البداية كانت تتعلم من كل صنايعي ما يجيده سواء في الديكورات أو النجارة وغيرها، أما الآن أصبح مٌعلموها يستشيرونها في كل ما هو جديد في الصنعة، فضلا عن تعليمها لعدد من الراغبين في العمل بهذه الحرفة.
وتتمنى «مروة» أن تكمل في طريق صنعتها للنهاية، وتدرس هندسة الديكور لتضيف كل ما هو جديد على صنعتها، وتساعد الراغبين في التعلم، وتطور من مهاراتها كأسطى ديكورات وستائر مشهورة في دمياط.