كتب: أحمد الأمير -
06:56 ص | الثلاثاء 21 سبتمبر 2021
استعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الأيام الماضية، دراسة وجدت مجموعة من العلماء خلالها أن الأشخاص الذين يصححون الأخطاء الإملائية بشكل مفرط ويظهرون شعورهم بالضيق من ذلك مصابون بـ مرض نفسي، الأمر الذي تصدر مواقع السوشيال ميديا بنمط السخرية.
الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة ميتشجان الأمريكية في عام 2017 ونشرها موقع «sciencealert» ليست مزحة عندما ألقت الضوء على الأشخاص الذين يقعون في الأخطاء الكتابية بسبب الكتابة على الكيبورد أو عدم العلم بقواعد اللغة أو ببعض الكلمات وكذلك من هم يعبرون عن غضبهم تجاه هذه الأخطاء.
ووفقًا للدراسة التي أجريت على 80 شخصًا من خلفيات متنوعة للكشف عن العوامل المشتركة بين هؤلاء الذين يميلون إلى تصحيح الأخطاء اللغوية دائمًا وجد العلماء أن المنزعجين من هذا السلوك ويظهرون مشاعر الغضب عند رؤيتهم الأخطاء اللغوية يغلب عليهم الانطواء الشديد أكثر من غيرهم.
وفي مفاجأة أكد أحد المشاركين في الدراسة وهو الدكتور «دنيس براون» أستاذ اللغة الإنجليزية واللغويات في جامعة إلينوي الأمريكية بأن هذا الأمر ليس مجرد سلوك مزعج ووصفه بأنه نوع من المرض النفسي، مشيرًا إلى أن عادة تصحيح الأخطاء اللغوية بشكل مبالغ فيه يعد اضطرابًا نفسيًا وليس عادة مزعجة فحسب كما يتصور البعض.
من وجهة نظر الدكتورة منى شطا أخصائية الطب النفسي، فإن ظاهرة «التحذلق اللغوي» نادرة بشكل عام، مؤكدة أنها لم تقابل هؤلاء الأشخاص في حياتها بحكم عملها وأن هذه الأعراض لا ترتبط بالوسواس القهري بشكل مباشر ولا يشعرون بالإلحاح لتصحيح أخطاء الآخرين اللغوية لكنه نوع من جنون العظمة «البارانويا».
وتضيف خلال حديثها لـ«هن» أن ظهور هذا السلوك على الأشخاص والرغبة في تصحيح الأخطاء اللغوية للغير بالتعبير عن الغضب هو نوع من «التحذلق» وشعور بالبارانويا، وتصيب الرجال أكثر من النساء، فهم في هذه الحالة يبحثون عن استعراض إمكاناتهم اللغوية ويتصيدون أخطاء الناس، وهذا لا ينطبق على الأشخاص الذين يتعاونون مع الغير كالمدرس والأم التي تسعى إلى تصحيح أخطاء أبنائها الطلاب.
تواصل شطا حديثها في حالة كان السلوك ملحا للغاية ويحرج الآخرين قد يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى الإرشاد النفسي السلوكي حتى يستطيعوا التخلص من هذه العادة لأنها بوادر منذ الصغر و«البارانويا» من الأمراض العقلية التي تتاثر بكيمياء الدماغ، ومن الممكن أن يتخلص الشخص من ذلك بإرشادات طبية وخطة علاجية وتدخل دوائي أحيانًا.