يُحمل نفسه فوق طاقته، يسعى جاهدًا لإرضاء المحيطين به يفتش هنا وهناك عن الطرق الذي يسعد بها زوجته وأطفاله يحاول تعديل مزاجها والبحث عن ما يجعلها تخرج من نوبة الاكتئاب، ليجد نفسه يُهمل مشاعره لا يعبر عن مدى حزنه وحاجته لتطييب الخاطر، خوفًا من النظرة المجتمعية بإن الرجل ليس من حقه التحدث عن مشاكله وما يشعر به كونه رب الأسرة ومن واجبه رعاية أمورهم وليس من حقه الدخول في عزلة أو الشعور بالاكتئاب أو التعبير عن مشاعر الخوف والارتياب والفقد وانقطاع الشغف نتيجة لتعرضه لصدمات يحاول إخفائها بينه وبين ذاته ولا ينفس عما بداخله أمام أقرب الناس إليه، هكذا هو حال معظم الرجال خلال هذه الآونة، لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم ليكن طريقتهم في التعبير على هيئة افتعال المشكلات.

دليل الطب النفسي لتأهيل الرجل نفسيًا وعاطفيًا

يتجاهل البعض المشاعر السلبية التي ربما يعيشها الرجل والنظر بالالتفات إلى واجباته تجاه المحيطين به، وحدد الدكتور أحمد أبو الوفا، استشاري الطب النفسي روشتة للرجال لتقديم الدعم النفسي والعاطفي لهم، خلال استضافته في برنامج «جروب الماميز» تقديم الإعلامية ياسمين نور الدين، إذ قال:«تعتبر نسبة الرجال والسيدات من 4 إلى 1، أي بين كل 10 داخلين عيادات نفسية فيهم 2 رجالة».

الرجالة من حقها تقدير لمشاعرهم

وتابع استشاري الطب النفسي، خلال حديثه: «مجتمع الرجال يختلف كثيرا عن مجتمع السيدات، إذ حينما يقرر الرجل أن يتحدث عن مشكلته أمام الأصدقاء فإن الحلول ستكون في إيجاد حلول للمشكلة وليس لمشاعره، لو راجل أتكلم عن مدارس الأطفال بقت غالية، هيكون الرد إيه رأيك نشوفلك شغل تاني، محتاج فلوس سلف، الراجل محتاج يسمع تقدير مشاعره».

صعوبات في حياة الرجل

وأكمل استشاري الطب النفسي: «في مقولة بتقول إن الرجالة مش من حقهم يعيطوا لو فركشوا أو يزعلوا، الرجالة بتخاف من وصمة المجتمع ومحتاج يسمع كلمة حلوة ودعم نفسي، لما بنيجي ندور عن الصعوبات النفسية عن الرجل وزيها عند الست بيبقى التعامل معها أقل منها بكتير».

وعن أكثر المواقف الصعبة في حياة الرجل، قال استشاري الطب النفسي: «هي علاقته بوالده والتي تكون قائمة إما على الصداقة أو التنافسيه بينهم، محتاجين نقدر انفصاله ماديًا عن والده، فضلًا عن أزمة منتصف العمر التي يشعر بها بإنه ليس له قيمة في الحياة بخلاف انعدام رغبته وشغفه في الحياة واقتصارها على الزواج والعمل فقط، الراجل بيسمع خلي بالك من مراتك وولادك بس محدش شايف أزمته أو مشاكله، مش عيب يطلب المساعدة ولا إنه متلخبط أو فاقد الشغف، الرجالة عندهم مشاكل شبيهه للسيدات، محتاجين صيانة وإعادة ترميم وإحساس بالآمان».