رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

موضة وجمال

تركت الصيدلة لتنشر السعادة.. «مارجريت» صعيدية تصنع الهدايا: افتكروني مجنونة

كتب: محمد خاطر -

07:02 ص | الثلاثاء 17 أغسطس 2021

مارجريت نشأت.. طبيبة صيدلانية تحترف منتجات الـ «هاند ميد»

في الوقت الذي كانت تعاني فيه مارجريت نشأت، الطبيبة الصيدلانية، من اكتئاب ما بعد الولادة، الذي يحذر من مخاطره الكثير من الأطباء النفسيين دائما، لأنه قد يدفع بمريضاته إلى الانتحار في بعض الحالات، هاجمها اكتئاب من نوع آخر تسبب فيه وفاة والدها، لكن ورغم صعوبة ما كانت تمر به في هذا التوقيت لم تستلم إلى كل هذا، ونجحت في تحويل محنتها إلى منحة، بعدما قررت التخلي عن مهنة الصيدلة التي كانت لا تحبها، وذهبت إلى عالم «الهاند الميد» الذي تحبه منذ صغرها لتصنع المراسيل، وتصبح من بعد ذلك صاحبة السعادة وصانعة البهجة ومفرحة القلوب كما يلقبها عدد كبير من أهالي محافظة أسيوط التي تعيش به، والذين انتقدوها في البداية على قرار تركها للصيدلة بالأساس.

مارجريت نشأت عزيز حبيب، أو «مارجو» كما يناديها جميع من يعرفها، حاصلة على بكالوريس الصيدلة بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف من جامعة أسيوط، وولدت بمحافظة أسيوط ونشأت بمحافظة قنا، قبل أن تعود لأسيوط لدراسة الصيدلة بجامعتها ومن ثم تتزوج من طبيب صيدلي وتنجب منه نجلها الوحيد حتى الآن، وتعيش منذ زواجها بمحافظة أسيوط.

مارجريت نشأت عزيز حبيب، أو «مارجو» كما يناديها جميعمن يعرفها، حاصلة على بكالوريس الصيدلة بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف من جامعة أسيوط، وولدت بمحافظة أسيوط ونشأت بمحافظة قنا، قبل أن تعود لأسيوط لدراسة الصيدلة بجامعتها ومن ثم تتزوج من طبيب صيدلي وتنجب منه نجلها الوحيد حتى الآن، وتعيش منذ زواجها بمحافظة أسيوط.

بداية الحكاية

كانت تعيش «مارجو» حياة طبيعية للغاية قبل سنوات، فبعد تخرجها من كلية الصيدلة، عملت بصيدلية خاصة، قبل أن تحصل على تكليفها الحكومي الذي عملت به بمجال الصيدلة لمدة 6 سنوات متواصلة، لكنها رغم ذلك لم تشعر يوما أن هذه المهنة التي خلقت من أجلها.

وتقول «مارجو»، في حديثها مع «الوطن»: «مهنة الصيدلة رائعة بس مش المنطقة بتاعتي، وكنت بشتغلها من باب أنها مجال دراستي ولم تحب العمل بها يوما ما».

وتشير إلى أنها بعدما أنجبت طفلها عانت من اكتئاب ما بعد الولادة، وقبل أن تتخطاه امتزج مع حزنها على وفاة والدها الذي سبب لها اكتئابا آخر، مؤكدة أنها في تلك الفترة كانت في حاجة إلى أن تتوازن من الناحية النفسية، خاصة بعدما بدأت تتساءل عن جدوى تلك الحياة إذا كان العمر قصيرا لهذه الدرجة، وهل بالفعل تستمتع بحياتها وعملها وسعيدة به، لافتة إلى أن حالتها كانت تنتقل من سيئ إلى أسوأ خلال هذه الفترة.

 

نصيحة من زوج

حتى نصحها زوجها بضرورة أن تبحث عما تحبه وآخر مرة كانت تشعر فيها بأنها سعيدة وفرحانة، حتى تستطيع تخطي تلك الفترة التعيسة والصعبة من عمرها.

وتتابع «مارجو»: «افتكرت إني بحب الهاند ميد، وإني أعمل لأصحابي هدايا بنفسي، وقد إيه كانت بتفرق معاهم الهدايا دي وتفرحهم».

وتؤكد خريجة كلية الصيدلة، أنه بالرغم من تحديدها لما تحب أن تعمل به، إلا أنها لم تكن تملك الشجاعة الكافية لتعلن لمن حولها أنها ستترك مهنة الصيدلة وتتجه للعمل بهذا المجال، «مكنتش مدركة ولا عندي شجاعة أقول دي مهنة أنا عايزة أشتغلها»، حتى حصل زوجها على منحة ماجستير من الاتحاد الأوروبي أجبرته على السفر، لتجد نفسها مسؤولة عن طفلها لوحدها في الوقت الذي كانت تعاني فيه بالأساس من اكتئاب وفاة والدها.

يا قاتل يا مقتول

كل هذه التحديات شجعت خريجة كلية الصيدلة على اتخاذ تلك الخطوة، التي أجلتها أكثر من من مرة، حيث تواصل: «قررت ساعتها إني يا قاتل يا مقتول، يا هاقوم على رجلي يا هفضل واقعة، وبالفعل مسكت 200 جنيه، ونزلت جبت مسدس شمع وحبة خامات من المكتبة وقولت هي موتة والسلام هاقصقص حبة حاجات، وأحطها في جروب وأحط صحابي وأما أشوف آخرتها».

ولم ينتج عن ذلك النتيجة التي كانت ترجوها «مارجو»، فخلال عام كامل من اتخاذها وتنفيذها لهذا القرار لم يطلب منها إلا عدد قليل من الأوردرات، وهنا قررت أنها ستصنع المزيد من منتجاتها وتهديها إلى صديقاتها كنوع من أنوع المجاملة لهم، وفي نفس الوقت يجبرها على العمل أكثر وأكثر وبالتالي تزداد جودة منتجاتها، كما أنه ساعد بشكل كبير على تسويق منتجاتها ومعرفة الكثيرين بها، فبدأت العجلة في دوران وبدأت الطلبات على ما تصنعه تزداد شيئا فشيئا.

وتوضح أن أكبر تحدٍ واجهها في عملها الجديد، بأنها كانت حريصة على ألا تعمل في صناعة أي منتج إلا في الوقت الذي ينام فيه طفلها حتى لا تنشغل عنه، «مكنتش عاوزة أبدا أظلمه أو أقصر معاه، خصوصا بعد سفر باباه، وده كان بيخليني تقريبا ما أنامشي غير 4 ساعات يوميا سواء صيف أو شتا».

 

كورونا وحملة لنشر السعادة

وفي الوقت الذي بدأت تظن فيه «مارجو»، أن مشروعها الصغير بدأ يثبت أقدامه على الأرض ويحقق نجاحات ملحوظة للجميع، جاء وباء كورونا ليعيدها إلى نقطة الصفر من جديد، حسبما تشير خريجة الصيدلة.

لكنها كالعادة لا تستلم بسهولة، فبعد الكثير من الليالي التي بكت فيها خوفا على صحة نجلها وأن تصاب بالوباء في الوقت الغائب فيه الزوج من ناحية، ومن وحدتها وتوقف الطلبات على منتجاتها من ناحية أخرى، توصلت لفكرة حملة «سيكريت سانتا»، التي توصفها بأنها كانت نقطة الانطلاق في حياتها.

وتواصل «مارجو»: «وقت كورونا كلنا كنا محبوسين، فقررت أوفر للناس اللي قاعدة في بيوتها شنطة متزينة وجواها شيكولاتة وزينة وورد وشموع ورسايل تشجيع وفرح وسلام، توصل لحد بيت وصاحب البيت هو اللي ياخدها ويزين بنفسه بيته بمشتملاتها، وكأني دخلت البيوت دي وزينتها بنفسي لأصحابها وفرحتهم».

120 جنيه 

وتكشف خريجة الصيدلة أنها كانت تنفق على شنط الفرحة تلك من الأوردرات التي تبيعها، لدرجة أنها قررت في فترة من الفترات إيقاف استلامها لأي أوردرات جديدة حتى تكمل تعاهدها مع نفسها الذي اتخذته وهي تفكر بهذه الحملة، وتسعد أكبر نسبة من الناس بشنطة الفرحة تلك التي كانت الواحدة منها تكلفها بأكثر من 120 جنيها.

ولأن الحب مُعدٍ كما تؤكد «مارجو»، قابل الكثيرون ما فعلته بتلك الحملة في مكافئتها بإطلاق الكثير من الألقاب عليها كـ (صاحبة السعادة، صانعة البهجة، مفرحة القلوب)، ولم يقتصر الأمر على الألقاب فقط بل أرسلوا إليها الكثير من الهدايا على منزله كان من بينهم شيكولاتة وورود ومشغولات فضية وهدايا أخرى كثيرة.

وتختتم «مارجو» في نهاية حديثها مع «الوطن»: «وساعتها لقيت كل الناس اللي كانت بتعتبرني تافهة ومتسرعة وأكيد متنعمة، طالما تركت الصيدلة وسابت اللقب والبالطو الأبيض والقيمة والسيمة، رجعت تقولي لأ أنتي مش تافهة ولا شغلك عبيط، وساعتها سجدت لربنا لأن الناس بدأت تفهم أخير أني مش مجنونة».